لكل مرحلة من مراحل الحياة خصوصياتها الخاصة بها من التكوين العقلي والجسدي والأمراض الجسمية والمشاكل النفسية والممارسات السلوكية. فلكل من مرحلة الطفولة، ومرحلة ما قبل المراهقة، ومرحلة المراهقة، وكذا الكهولة والشيخوخة خصوصياتها، والفرد يحمل معه في كل مرحلة بعضا من آثار المرحلة السابقة التي كثيرا ما تسلك أساسا للمرحلة اللاحقة، ولعل المشاكل التي تنشأ في مرحلة الشباب والمراهقة هي من أخطر المشاكل وأكثرها أهمية.

فلو فكرنا قليلا في الشخص المؤثر جدا على كل مرحلة لوجدنا الوالدين هما الأساس في ذلك وقد يقع أيا منهما في أخطاء لعدم فهمهما الصحيح لمفهوم التربية الصحيحة تنعكس سلبا على الأبناء ولعل من أبرزها القسوة والنبذ أي أن التربية القاسية تؤدي إلى كراهية الأبناء للآباء، والشعور بالذنب، وتوليد الرغبة في الانتقام في نفس الطفل.

كذالك التراضي والإسراف في التدليل ومنها عدم تدريب الطفل على الالتزام بالقيم وتلبية كل حاجاته، وهذا يؤدي إلى شخصية رخوة تضيق بأهون المشكلات، ولا تطيق مواجهة الصعاب.

ولا ننسى أيضا أن التذبذب في معاملة الأطفال كأن نمتدح الطفل على شيء اليوم ونعاقبه عليه غدا ويؤدي ذلك إلى اختلاف معايير الاستواء والانحراف في نفس الطفل، فلا يعرف هل هذا السلوك صحيح أم خطأ ويفقد الثقة في والديه.

وكثيرا ما نحذر الآباء من الصراع المستمر أمام أبنائهم؛ هذا الصراع يجعل الطفل يعيش في جو من القلق وانعدام الأمن ويعطي الطفل فكرة سيئة عن الأسرة والحياة الزوجية ما ينعكس على حياته الأسرية ومعاملته الزوجية لزوجته وأولاده مستقبلا.

كذلك فإن التلهف والقلق المفرط على الأطفال أي أن الطفل يحرم من اللعب مع رفاقه أو الخروج من المنزل، وكذلك المغالاة في إعطاء الطفل أدوية للوقاية من الأمراض، كل ذلك يسهم في إيجاد شخصية قلقة منطوية غير اجتماعية، لعدم ترك الطفل على الطبيعة يؤثر ويتأثر ويكتسب المناعة الطبيعية ضد الأمراض الجسمانية والاجتماعية، ولعل تلك الأمور جميعها تؤدي إلى شخصية غير متزنة من بعض النواحي أو قد تصبح من جميع النواحي.. لا ننسى بأن الدين الإسلامي وضع لنا الأسس في التربية الصحيحة منذ الطفولة وحتى اعتماد الإنسان على نفسه فلن نخسر شيئا أبدا إذا حافظنا واتبعنا ما هو الأفضل على مر العصور.