الكثير من الأسر السعودية التي لم تخطط للحج تفضل السفر خلال الإجازة التي تمتد لعشرة أيام ـ وفقا لتعميم وزارة التربية والتعليم ـ بغرض الترفيه والتسلية والسياحة، وقضاء أجواء عيد الأضحى مع أجواء ثقافية مختلفة خاصة أن توجه الأسر خلال الأضحى يكون صوب الدول العربية المجاورة مثل "لبنان، دبي، سورية ومصر" أو دول الأطراف كماليزيا المشتهرة بالسياحة التعليمية.

واستثمر عدد من مراكز التدريب المحلية خروج السعوديين للخارج تحت بند ما يطلق عليه "السياحة التعليمية"، والتي يقول عنها خبير التنمية البشرية الدكتور رشاد فقيها الذي يقود برنامجا خاصا خلال إجازة الحج في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "سيادة الحياة.. استراتيجيات صناعة حياة ذات جودة غير عادية" لـ"الوطن": إن طبيعة العوائل السعودية في السفر لقضاء إجازة الحج تنقسم لفئتين، إما سفر الأسرة بالكامل خلال هذه الفترة، أو إرسال أبنائهم للخارج، وبناء على ذلك، ومن واجبنا الوطني، أعددنا برامج سنوية للرحلات التعليمية السياحية، خاصة في موسم الحج، تستهدف بناء القيم، للأسر وأبنائهم الذين يكونون خارج المملكة العربية السعودية، عبر برنامج يجمع ما بين المتعة والفائدة، والرفقة الآمنة، وإعادة هيكلة بناء الشخصية بإيجابية راقية تتفاعل مع محيط الحياة في جميع المجالات لعدم سيطرة أجـواء القلـق والإحباط، ويضيف: "الأسر وجدت في مثل هذه البرامج نوعا من الاستثمار السياحي الذي يحمل عنهم عبء ترتيـب برامـج لأبنائهم في الأقطار التي يقصدونها للسياحة"، وأضاف خبير التنمية البشرية: أن أهمية مثل هذه البرامـج التعليمية إلى جانب بعدها القيمي الأخلاقي، فإنها تكمن في التوجيه السليم لمفهوم السياحـة التكاملية، ومحاولة زرع ثقافة حيوية مغايرة في النظر للسياحة البعيدة عن الفائدة، وعن اختيار لبنان يقول الدكتور رشاد: بناء على استفتاء لقاعدة البيانات لدينا توصلنا بحسب أغلبية توجه الجمهور السعودي في الاستفتاء نحو اختيار العاصمة اللبنانية المشهورة بقطاع السياحة الحيوي.

من جهة أخرى يؤكد المستشار في التنمية البشرية المدرب الدكتور عوض بن مرضاح في حديثه إلى "الوطن" أن مثل هذه الرحلات التي تجمع بين خاصيتين مهمتين السياحة والتعليم تتمتع باستراتيجية في عامل استثمار الوقت، والترابط الأسري، والمردود الثقافي والذهني والنفسي والاجتماعي والترفيه المباح الأخلاقي، والعنصر الأهم أيضا من تلك الرحلات اكتشاف المواهب الشخصية والعقلية. وبرر الدكتور ابن مرضاح في معرض تعليقه عن عزوف الكثير من مراكز التدريب السعودية عن استثمار إجازة الحج في برامج السياحة التعليمية بالميزانية المكلفة لمثل هذه الرحلات، حيث إن العديد منها ليست لديها الإمكانيات الكبيرة لتلك الرحلات مع أهميتها. اضف إلى ذلك الخوف من المغامرة.

وفي أبريل من العام الجاري 2010 تناول مؤتمر سنوي عربي عقد في لبنان أهمية السياحة التعليمية التي أشار إليها عدد من أوراق العمل بأن "مثل هذا النوع من السياحة التعليمية يشجّع على تبادل الخبرات والثقافات عالميا مما يتيح فرصا أكبر لفتح باب المعرفة والإبداع.