تسبب تسريب التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية الذي سيصدر عن مؤسسة الفكر العربي نهاية نوفمبر الجاري، في إثارة أزمة بين صحيفتي "المصري اليوم" و"اليوم السابع" المصريتين، بعدما شنت الثانية هجوماً حاداً على "المصري اليوم" التي نشرت التسريبات أمس، وذكرت فيها أن التقرير وضع موقعها الإلكتروني في صدارة قائمة أفضل مواقع الصحف العربية.
وذكرت "المصري اليوم" فيما نشرته تسريباً عن التقرير مدعية صدوره أول من أمس – بينما المقرر صدوره نهاية نوفمبر الجاري قبيل انطلاقة مؤتمر (فكر 9) الذي تستضيفه العاصمة اللبنانية بيروت - أن تصنيف مؤسسة الفكر العربي، عن أفضل 20 موقعاً صحفياً عربياً وضعها في الصدارة، واحتلت صحيفة "الأهرام" المركز الثاني في القائمة نفسها.
على الفور ردت صحيفة "اليوم السابع" على موقعها الإلكتروني بهجوم عنيف على "المصري اليوم" وطال أيضاً مؤسسة الفكر العربي، ووصفت ما أقدمت عليه المصري اليوم بـ(سقطة مهنية وأخلاقية فادحة ارتكبتها "المصري اليوم") في عددها الصادر أمس، عندما عمدت إلى "فبركة" جائزة لنفسها، من مؤسسة ليس لها باع في التقييم والإحصاء، وذلك لمجرد أن الزملاء بها لم يستطيعوا أن يستوعبوا فوز "اليوم السابع" بالمركز الأول في تقييم مجلة "فوربس" العالمية باعتبارها أكثر المواقع العربية انتشاراً وتأثيراً من بين 50 مؤسسة صحفية عربية، كما لم يستطيعوا استيعاب احتلال "المصري اليوم" المركز الـ26، بل" نقول إن البيانات والإحصاءات التي ذكرتها "المصري اليوم" مليئة بالأخطاء ومذهلة في ادعائها، فالمؤشر الذي تعتمد عليه (google ad Planner) وهو موقع استرشادي لإعلانات "جوجل" يوضح أن عدد زوار "المصري اليوم" كما هو منشور بالصحيفة 13 مليون زائر، بينما عدد زوار "اليوم السابع" 21 مليوناً، وبينما يبلغ عدد الصفحات التي تتم مطالعتها 55 مليون صفحة، يبلغ عدد الصفحات التي تتم مطالعتها على "اليوم السابع" 88 مليونا، (باعتبار أن كل تصفح أو دخول على خبر يعد صفحة).
"الوطن" اتصلت بالأمين العام لمؤسسة الفكر العربي بمكتبه في العاصمة اللبنانية بيروت الدكتور سليمان عبدالمنعم، الذي أكد أن التقرير لم يصدر بعد وأن من المقرر إصداره نهاية نوفمبر الجاري وإن كان ما نشرته "المصري اليوم" قد جاء في التقرير بالفعل، وقال: إن ما نشرته "المصري اليوم" هو مجرد تسريبات عن التقرير قد تكون من هنا أو هناك نظراً لوجود العديد من الجهات والهيئات والأفراد المتعاونين في تحرير التقرير، وربما لو أحسنت "المصري اليوم" عرض ما حصلت عليه بشكل علمي ما أسيء فهمها.
وحول ما زعمته "اليوم السابع" في هجومها على مؤسسة الفكر العربي بأنها ليس لها باع في الإحصاء قال: نحن لم نصنع التقارير والإحصاءات الواردة بالتقرير وإنما حصلنا عليها من جهات مختصة مثل اليونسكو والبنك الدولي والاتحاد الدولي للاتصالات، والاتحاد الدولي للمعلومات وغيرها من الجهات العلمية، مشيراً إلى أن تقرير هذه السنة يتضمن ستة ملفات رئيسية حول التعليم (البحث العلمي في العالم العربي)، والمعلوماتية (التواصل الثقافي العربي على شبكة الإنترنت)، والإعلام (صورة العرب في الإعلام الغربي وصورة الغرب في الإعلام العربي)، وحركة التأليف والنشر (ماذا قرأ العرب وماذا لم يقرؤوا في عام 2009)، والإبداع (الإبداع الأدبي والسينمائي والمسرحي)، والحصاد الفكري السنوي الذي يتضمن خلاصة النتاج الثقافي على مدى سنة. كما يتضمن التقرير أكثر من 200 جدول إحصائي ورسم بياني كلها من جهات معتمدة ومنسوبة إلى مصادرها.
أما فيما يتعلق بالمواقع الصحفية وما جاء بالتقرير بشأنها فهو موثق، وكان لافتاً نسبة الزيارة لبعض المواقع واتصلنا بالمدير الإقليمي لجوجل ومدير جوجل في الولايات المتحدة الأميركية، فعلى سبيل المثال وفق مقياس جوجل للزيارة في شهر سبتمبر الماضي كان عدد زوار موقع "المصري اليوم" وفق جوجل 13 مليونا و"الأهرام" 9 ملايين و"الرياض" 6 ملايين و800 ألف والحياة مليونا و200 ألف، وبمقياس الدخول على الصفحات والأقسام بلغت "المصري اليوم" 55 مليوناً و"الأهرام" 45 مليوناً، وكان متوسط المكوث على الموقع في حدود 9 دقائق، أما بالنسبة لمقياس أليكسا الذي يقيس 100 مليون موقع فجاءت "صحيفة الرياض" في المركز الأول واحتلت الموقع رقم 1840، وجاءت "المصري اليوم" في المركز 3500.