لا يعطي اسم معرض "استعارات" المعنى الدقيق للكلمة لولا أن عرض بعض أعمال الراحل هاشم سلطان منح الكلمة معنى باعتبار أعماله هي استعارة من معارض سابقة له.

عرض كل من الفنانين عبدالله إدريس وفهد الحجيلان والدكتور سامي المرزوقي أعمالاً جديدة، وحسب أكثر من رأي من الحضور فقد جاءت الأعمال أقل مما هو متوقع من فنانين لهم تجربة طويلة، بيد أن الفنان مشعل العمري أشار إلى حق الفنان في التجريب، لافتا إلى أعمال إدريس التي غلفها بمادة الإكريليك الشفافة على أنها ممارسة أقرب إلى المفاهيمية، وإنها ظواهر تطرأ عادة على تجربة الفنان ليقول شيئاً ما. فيما أوضح الفنان السوداني عوض أبو صلاح أن الأعمال المعروضة أقل مما توقعنا، اكتفت الفنانة علا حجازي بالصمت قائلة: سأحتفظ برأيي لنفسي.

في أعمال إدريس ثلاثة أساليب مختلفة أحدها تنتمي إلى البوب آرت حيث شاهدنا أغلفة كتب محروقة مع صور مشاهير الكتاب والفنانين، أدمجت بصورة متعمدة للدلالة على عمق تاريخها، في حين توسلت أعمال أخرى إيصال رسالة إنسانية طابعها الحنين لشخصيات معروفة ومنهم الراحل هاشم سلطان، وفي الاتجاه الثالث استخدم إدريس الإكريليك لصبه على كتب قديمة وأشياء أخرى في محاولة لتثبيتها أمام سطوة الزمن.

وفي اتجاه آخر بعيد كلياً عن أسلوب إدريس قدم الحجيلان وعبر سلسلة من المتشابهات التجريدية النصف الأمامي للحصان، فكان عمله مكرراً في اللوحات جميعها، ووصف أحد الفنانين أعمال الحجيلان بأنها عبارة عن لوحة واحدة، في إيقاعات مختلفة، وهذا يعني أن الفنان حاول أن يؤكد على جزء معين من موضوعه، من دون أي إضافة.

واختلفت تجربة المرزوقي، بتقديمه أعمالاً على مستويين، الأول هو استمرار لتجربته السابقة التي كرسته كفنان، حيث تبدو اللوحة أقرب ما تكون إلى منمنمة مرهقة في تفاصيلها، واعترف الفنان بأن استمرار تنفيذه أعمالا على هذا المستوى أمر مرهق جداً ويحتاج إلى وقت وهي بالتالي منتج فني يتبدى فيه جهد الفنان من الناحية الجمالية.

في المقابل قدم أيضاً أعمالا ذات لون واحد متدرج في مستوياته، يقول عنها إنها ليست في مستوى أعماله الأخرى، وعند السؤال: لماذا؟، يفسر المرزوقي ذلك بقوله "إنها تجارب، فالفنان لا يتوصل إلى ما هو جيد إلى عبر الممارسة وعبر تنفيذ العشرات من اللوحات".

المعرض الذي افتتحه الدكتور طلال أدهم في أتيليه جدة سيستمر ـ بحسب مديره هشام قنديل ـ عشرة أيام، وكان لافتاً بالعدد الكبير من الحضور وستقام على هامشه ندوة حول تجربة هاشم سلطان.