شبه الدكتور محمد الهرفي الكاتب المصري الراحل الدكتور مصطفى محمود بالسعودي الراحل عبدالله القصيمي الذي عاش التحوّلات نفسها.

وأصر الهرفي الذي كان يتحدث في أمسية نظمها نادي الرياض الأدبي السبت الماضي بمناسبة مرور عام على رحيل محمود على إطلاق لقب "الشيخ" على القصيمي، قائلا: "حتى لو اختلفت معه فمعروف عنه أنه (شيخ)"، مضيفا: تحولات مصطفى محمود كثيرة، فهو زاهد وعابد وملحد ثم داعٍ إلى الخير، مشيراً إلى أنه بدأ تحولاته في شبابه بسؤال عن وجود الله.

وبين الهرفي أن البيئة التي عاش فيها محمود كان يكثر فيها الإلحاد والإيمان وهو ما أثار الحضور من المصريين. وذكر الهرفي أن الفكر الشيوعي والناصري والبعثي كان هو السائد في تلك الفترة لهذا تأثر به محمود، لافتا إلى أن ميزة التحول عند محمود وهو يبحث عن اليقين أدخلته في رحلة الشك.

وعرج الهرفي على أن محمود كان قوي الشخصية في صغره حيث ترك حفظ القرآن والمدرسة لمدة ثلاث سنوات لأن المدرس ضربه ولم يعد للمدرسة إلا بعد رحيل المدرس من المدرسة، وكان يحب القراءة والعزف على العود والناي وكان متصوفاُ لأنه ولد في طنطا بلد "السيد البدوي". وقال الهرفي: التصوف ليس صفة سيئة بل يعرف بأنه الزهد وهي صفة جميلة إلا أن تصوف محمود بدأ يتطور شيئاً فشيئاً ومات وهو متصوف.

وتوقف الهرفي عند ما اعتبره من أحد أسباب تحولاته الفكرية وهو وفاة والده مما جعله يرحل إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية في الطب حتى تخرج طبيبا للأمراض الصدرية، وكان في هذه المرحلة يتساءل كثيراً عن سر الحياة والموت والنوم واليقظة ومن أين يأتي الإنسان وأين مصيره مما جعله يكتب (لغز الموت). وكان يقول: الطبيب من أكثرالناس معرفة بالإنسان لأنه يحضر لحظة الولادة ولحظة الموت.

وتابع الهرفي: "تعرض الراحل في حياته إلى أكثر من محاكمة على كتبه إلا أن الرئيس السادات كان يحبه وكان صديقاً له وطبع كتبه وعرض على محمود وزارة إلا أنه قال: "تزوجت مرتين وفشلت فكيف أدير وزارة؟"، مبيناً أن محمود اعتزل الكتابة قبل ست سنوات من وفاته وبقي في غرفته مع ابنته الوحيدة أمل.

واختلف الهرفي مع الدكتور سعد القحطاني حول من أوقف برنامج العلم والإيمان، ذاهبا إلى أن البرنامج أوقف بضغوط من الإسرائيليين على الحكومة المصرية، بينما رأى القحطاني أن الأزهر هو من أوقف البرنامج.

وطالب الهرفي بتدريس علم المنطق في الجامعات الإسلامية، ذاكرا أن الإنسان يجب أن يفكر حتى يصل لمرحلة اليقين كما فعل إبراهيم عليه السلام حين كان يحاجج بالمنطق.