تعيش مصر زمن ثورة 25 يناير 2011، وهي الثورة التي ما زالت تحبو نحو مستقبلها، رغم كل العوائق التي تعترضها. واليوم يحتفل المصريون بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 23 يوليو، التي أسست لتغيرات في المنطقة، منها ما أصاب ومنها ما زال يحصد الخيبات.
لا بد من أخذ العبر من الماضي، لصناعة المستقبل، وهو ما يجب على قادة ثورة 25 يناير أن يتنبهوا له.
نقول هذا الكلام ليس للانتقاص من الماضي، وإنما للتعلم من دروسه والتأسيس عليها. المصريون اليوم أحوج ما يكونون للاطلاع على هذا الماضي الغني بتجاربه، رغم ما فيه من سلبيات.
ربما الواضح في ثورة 23 يوليو، كان البرنامج السياسي، والرموز التي ظهرت على مسرح الأحداث، وهو ما تفتقده بنظري حتى الآن ثورة 25 يناير، فلا رموزها بادية، ولا برنامجها واضح، اللهم إذا كان الجيش الذي كان بارزا في يوليو، يسعى بخفر إلى تسلم ناصية الحكم الآن.
مطلقو ثورة 25 يناير من الشباب نشاهدهم في ميدان التحرير وفي ساحات المدن المصرية، وهم يشكلون حالة شعبية لا يستهان بها، ترفض هذا المسؤول وتسقطه، وتفرض تغييرا في الوجوه، وليس في أسلوب الـعمل، وهو ما يؤخذ عليهم.
نسأل عن وائل غنيم وغيره من مفجري الثورة المصرية الحديثة. أين هم من كل ما يجري؟ هل انتهى دورهم؟ أم أن المرحلة ليست مرحلتهم، بالرغم من أنهم صانعوها؟