يستعيد أتيليه جدة للفنون الجميلة مساء اليوم تجربة الفنان الراحل هاشم سلطان السعودي الوحيد الذي حاز الجائزة الكبري في بينالي بنجلادش الدولي، حيث يستضيف أعماله التي قدمها في آخر معارضه قبل وفاته عام 1995 من خلال معرض "استعارات" الثالث الذي يبدأ به الأتيليه موسمه الجديد، ويشارك فيه فهد الحجيلان، عبدالله إدريس، الدكتور سامي المرزوقي.

المعرض الذي يستمر لمدة أسبوعين ويقام على هامشه حوار نقدي عن الأعمال المعروضة أثار شجون الفنان عبدالله إدريس الذي قال: في أتيليه جدة كان الحوار قبل خمس سنوات تقريبا عبر عدد من التشكيليين ممكن كانوا يرتادون الأتيليه باستمرار لملء فراغ الصمت والانتصار على وحشة عدم المعرفة، وجاءت الومضة الأولى من عراب الأتيليه هشام قنديل لتعلن ميلاد المشاريع ثم تتنامى لتتحول إلى غابة من الإنتاج علي يد المبدعين من الفنانين، ومن هنا كان ميلاد المعرض وفكرة الاسم. في تلك الفترة من الزمن عامة امتلك كل فنان على حدة تجربته المتفردة وربما قدمها هنا أو هناك ولكنها لم تأخذ حيزا من المساحة الكافية من القراءة والمتابعة.

وجاءت تجربة الفنان الراحل سلطان (فجائية) مدوية, وهي كعادتها أراد لها هذه الولادة لكنه لم يعلن عنها بضجيج إعلامي أو دعاية مزيفة، فقد كان صادقا كعمله الممتلئ بالوضوح والعفوية والتلقائية, وفوجئ الوسط التشكيلي بحصول صاحب التجربة على الجائزة الكبري في بينالي بنجلادش الدولي، مما ترك علامات استفهام كثيرة لعدم الاهتمام بتجربة الفنان في الداخل، لقد أمسك هاشم سلطان بخامة من الواقع المعاش والمعاصر ليحولها إلى فكرة ورؤية جمالية تحمل مضامينها ودلالتها في ذاته.