وصف الكاتب فهد المصبح جائزة البوكر العالمية للرواية بأنها تسيء للرواية العربية وأنها عاجزة عن مواكبة العالمية لأنها قائمة على التصويت الأهوج والمجافي للإبداع تماما كما في "أمير الشعراء"، والتصويت داء يسنده المال الذي تتحلب له الأفواه فتلهث نحوه.
وقال المصبح لـ"الوطن": توقعت أن يرفضها الزميل عبده خال لأنها جائزة تسيء له، وهو في نظري أكبر من جائزة البوكر بنسختها العربية رغم اختلافي معه.
وذهب المصبح، إلى أن استقالات أعضاء الأندية الأدبية إن استمرت ستجهز على البقية الباقية من المشروع الثقافي وتدمره - حسب تعبيره - وإشكالية الاستقالات تتعمق بردة فعلنا تجاهها، فمنا من يصفها بالتصرف الحضاري، ومنا من يعدها جناية تستلزم المحاكمة، وهذا ناتج من تغليب هوى النفس على المصالح العامة. ويضيف : الأندية الأدبية مؤسسات ثقافية بالدرجة الأولى ومتخصصة في غالبها في الجانب الأدبي وقد أوجدتها الحكومة مشكورة وهي فاعلة بلا شك في مشهدنا الثقافي لكن أحيانا يحوطها ركود بسبب الروتين، وإدارات الأندية منتقاة بعناية من قبل وزارة الثقافة والإعلام لكن لا ينبغي أن نفرط في المأمول فهناك عدة عوامل قد تعطل أو تعيق مسيرتها، وإن ذللت تلك الصعاب سنجد لها ناتجا فاعلا في مجتمعنا، فالثقافة قراءة وهي ركيزة قوية في بنية المجتمع يجب أن يفرد لها حيزا واستقلالية أكبر مما هي عليه وأن تفصل عن وزارة الإعلام التي عليها أعباء تكفيها. وحول ريادة القصة القصيرة جدا قال المصبح الذي نشر في مجلة الشرق عام 1400 أول عمل قصصي له: أعتقد أن جبير المليحان هو رائد القصة القصيرة جدا في المملكة، والريادة لها معنى مختلف عما هو متعارف عليه، ولا أراها مرتبطة بفترة محددة، وليس هناك رائد على الدوام بل في فترة توهجه وعطائه. واعترف المصبح بأنه لا يعيش وئاما مع النقاد، رغم أنه على يقين بوجود قلة من النقاد مميزين يتعاملون مع العمل لا مع صاحبه - على حد قوله.
ومن خلال تجربته مع النقاد عبر روايته ( الأوصياء) قال المصبح: علينا الكتابة والحكم للمتلقين ونحن نخادع بكتابتنا للرواية، ونستسهلها والحقيقة غير ذلك فنحن نحاول تجربة كتابة الرواية حتى الآن، والزمن يسرقنا لبطء فهمنا للمنتج الروائي وهذا منشؤه فعلنا القرائي شبه المعدوم.
هِباتٌ ونِحل *
وهبتْ مطبخها ساعات أيقظت فيه النكهة, غسلتْ.. كنستْ.. رتبتْ, دون أن تعطي نفسها فسحة من راحة, تؤدي كل ذلك بسعادة أمٍ تلتذ بخدمة بيتها, وفي العصر كانت تشق طريقها إلى السوق لشراء حاجيات لا تنقضي, لتكون في المساء على رأس مستقبلي ضيوف الدار.
توزع ابتسامتها هنا وهناك, تبش في الوجوه, وتأكل أطعمة مُنعت منها مجاملة لضيوفها, ولما أوت إلى فراشها, لم تنس أن تهب زوجها أنينًا وتوجعًا, وشكوى عللٍ بددت كل نداءاته لها, فيما هي تغط في نوم غير عابئة بمن يلعنها حتى تصبح.
* قصة قصيرة جدا لفهد المصبح