طارق العلي، وممثلون كويتيون يطلقون عروضا مسرحية ضخمة في أبها. وبعد أسابيع قليلة، سكان العاصمة الرياض على موعد مع النشاط المسرحي السنوي الذي تبذل من أجله أمانة مدينة الرياض الكثير حتى يجد الشباب والأطفال ضالتهم في وقت فراغ قاتل لا ينهيه إلا الدوران بسياراتهم.
جدة، الدمام، وغيرهما من مدن المملكة تحتفي بالمسرح. تحتفي أيضاً بالرقصات الشعبية، وكلها في منطقة المختلف فيه، فجميع ما سبق انتصر في معركة "الرفض" التي خسر فيها الغناء.
حين كان فنانو المملكة يشدون بأصواتهم في أبها، كان الجمهور متعطشا للقائهم وسماعهم.. وحين كان محمد عبده يتوجه للغناء في "جدة غير"؛ كان معظم متابعيه يعلمون أنهم على موعد مع جديد ومفاجئ. الآن، يتوجه المطرب السعودي حاله كحال المذيع والصحافي الذي هاجر إلى دبي، يتوجه إلى صلالة في عمان، وإلى هلا فبراير في الكويت، وإلى كل مهرجان يجد نفسه فيه مدعوماً ومحبوباً ومرحباً به فيه. لم نعد نعرف جديد الفن والفنانين إلا من خلال جلسات "الطق" و "الرقص".. وتحول المطرب السعودي إلى بائع سلعة بدل أن يكون فناناً محتفى به. الجمهور لم يعد يلتقيه، ومكان اللقاء هو تسجيلات تتجاوز مسألة الملكية الفكرية لتبيع جلسات لأعظم فناني المملكة والخليج، والسبب: الموعد المهجور..
الجنادرية مثلها مثل مهرجانات الصيف في السعودية، يجب أن تعاد المهرجانات الغنائية فلها جمهورها ومريدوها.. كما أن للمناشط والمهرجانات الأخرى المسرحية وحتى مسابقات كرة القدم الودية، والمناشط الدعوية جمهورها.
المسارح تحتمل جميع الأنشطة.. واسألوا مسرح التلفزيون الذي مات، وأصبح شبيهاً للمقابر في خلوها من الحياة.
مسرح التلفزيون، لو مرة واحدة.. أعد إلى السعوديين ذكراهم.