لم يكن بخلد أي أحد منا أن تكون الثورة التقنية التي نشهدها حالياً يوماً من الأيام فاضحة وكاشفة للمستوى التعليمي الضحل للاعبين ولنجومنا الرياضيين.
وتأتي الأيام لتكشف لنا مخرجات التعليم الضعيفة، بعد أن كشفت لنا رسائل التواصل الاجتماعي (التوتير) الحالة المزرية لأولئك اللاعبين الذين يظهرون لنا وهم في قمة زينتهم الرجالية ويأخذون وينظرون في القضايا الرياضية وفي التدخل في الشؤون الإعلامية ويحشرون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة، وكأنهم هم الاصطلاحيون في مجتمعنا، وهم أبعد من ذلك، وليتهم يعيدون ذاكرتهم للوراء قليلاً ليذكروا كيف كانوا يهربون من الأبواب الخلفية تهرباً من الإعلام والإعلاميين، واليوم هم من يتسابق نحو الإعلام والتوسل لمعدي ومخرجي البرامج الرياضية المرئية والمسموعة من أجل أن "يزبرقوا" أنفسهم تحت أضواء القنوات الفضائية، ويناولوا حفنة من الريالات بهدف الاسترزاق والترزز.
الأخطاء الإملائية واللغوية الشنيعة التي وقع بها أحد النجوم المعتزلين لايقع بها أحد طلاب الخامس الابتدائي، وهي مخزية بحق، ومقززة للوسط الرياضي الذي بصراحة يؤكد أننا نعيش أمية رياضية كبيرة، وأن ما يحدث في الساحة الحالية لبعض لاعبينا والقصص التي تنقل عنهم، يمكن لمجتمعنا الرياضي أن يصدق ما ينقل عنهم.
ردود التويتر التي أظهرت لنا ذلك اللاعب المعتزل في الرد على معجبيه ومتواصليه تدعونا إلى أهمية إضافة شرط رئيسي عند إبرام العقود الاحترافية وفي الانتقالات لجودة الإملاء، فعندما يحرر (النجم) رسالة إلكترونية أو كتابية لمعجبيه مهما كانت أعمارهم، وهي ملوثة بالأخطاء الإملائية فستكون كوارثية، ومفجعة عندما تكون محررة لمعجب أو لمحب من خارج المملكة، حينها سنقول لتأسيسنا الدراسي (عليه السلام) وسنترحم كثيراً على معلمينا الأوائل، وسنحمد الله أن سيبويه والخليل بن أحمد والكسائي علماء الصرف والنحو لم يعيشوا بيننا، وإلا لشعروا أن الساعة قامت من هول ما ستطلع عليه أعينهم من اعتلال لغة الضاد (حسبنا الله ونعم الوكيل).
إن كان من ضرورة تحتم ظهور لاعبينا على صفحات التواصل الاجتماعي الذي ينعدم فيه المصحح اللغوي (التلقائي) فعليهم أن يستعينوا بفرد يعرف أبسط مقومات قواعد اللغة والإملاء؛ عله يستر فضائح نجومنا التعليمة والثقافية، التي لو استمر ظهورها بالصورة التي تظهر عليها الآن فإننا سندخل مواقف محرجة يصعب الخلاص منها.