تحرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية ورعاية جميع أفرادها وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم. وهذا ما نصت عليه المادة العاشرة من النظام الأساسي للحكم.

وتفرد الدولة اهتماماً خاصاً بالنشء والشباب ومن هم الشباب؟

حتى بلوغ سن الأربعين سنةً يعتبر الإنسان شاباً، ووفق المعايير الرياضية والأولمبية يبدأ سن الشباب من عمر خمس عشرة سنة حتى بلوغ السن الأولمبي تحت ثلاث وعشرين سنة وهي فترة التعليم والتي تعد أخطر ثمانية أعوام في عمر كل شاب وأقصد الجنسين أي الشاب والفتاة ففي هذا العمر تتكون لديه وتترسخ فيه كل ملامح الشخصية التي سيعيش بها إلى آخر العمر.

وأُذكر بأن هدف التعليم هو غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وقد أكد على ذلك النظام الأساسي للحكم حيث نص في مادته الثالثة عشرة على أن (يهدف التعليم إلى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وإكسابهم المعارف والمهارات وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم محبين لوطنهم معتزين بتاريخه).

ولكن ما هي الجهة الأقدر في المنظومة الحكومية على التعامل مع جميع هذه المعطيات من توفير الظروف المناسبة لتنمية ملكات وقدرات الشباب وإكسابهم المعارف والمهارات بشكل دائم ومتواصل؟ لم يستطع المرور في أسبوع المرور أن يقلل من وفيات وإعاقات حوادث السير في الطرقات التي تخطت (500.000) حادثة العام الماضي فقدنا فيها الأبناء والأمهات والأعزاء والأصدقاء.

ولم تتمكن قوات حرس الحدود ومكافحة المخدرات من منعها بشكل تام بالرغم من النجاحات الكبيرة والرائعة التي حققتها مؤخراً لحماية الوطن وشبابه فكم من شباب وفتيات الوطن انزلقوا إلى تعاطي المخدرات والمسكرات، ولم تستطع منابر المساجد وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأمن العام وغيرها من الأجهزة ذات العلاقة في الحد من انتشار هذه الآفة والحد من تداولها بين شباب وشابات الوطن والتي وصلت إلى أكثر من 300.000 مدمن مخدرات وأحدثت ما أحدثته من اختلالات اجتماعية وكوارث عائلية وقضايا زنا وحمل سفاح وطلاق تهدد مجتمعنا وأسره حتى إنه لم تخل عائلة سعودية من حالة عنف أسري.

ولم تتمكن وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي من استيعاب الشباب والفتيات ولم تنجح بشكل تام في أن تغرس فيهم حب الوطن والولاء إليه، كما جاء في المادة التاسعة من النظام الأساسي (الأسرة هي نواة المجتمع السعودي، ويربى أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر واحترام النظام وتنفيذه وحب الوطن والاعتزاز به وبتاريخه المجيد).

ولم تنجح العديد من الأجهزة العلمية والتربوية والثقافية في أن تنمي في الشباب حب الرياضة والمنافسة الشريفة التي تقضي على القبلية والعنصرية في حين أن الكل مخاطب بتعزيز الوحدة الوطنية وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام على نحو ما ورد في المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم كمقوم من مقومات المجتمع السعودي لبناء الذات والأسرة والوطن.

إن الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي الجهة الحكومية القادرة ربما أكثر من جميع تلك الأجهزة الحكومية على التواصل مع شباب الوطن، بل إن جميع الأجهزة الحكومية لا تملك قدرة التواصل مع شباب الوطن طوال العام وعلى مدار الساعة مع هذه الشريحة الهامة للمجتمع وأمنه واستقراره ومستقبله، كما هو حال الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

تخيلوا ونحن مقبلون على فترة الإجازات الصيفية التي يكثر فيها السفر والسهر والفراغ والضياع، ماذا لو استخدمت ملاعب الجامعات والمدارس بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتنظيم الألعاب والمسابقات الصيفية في مختلف مناطق المملكة وأصبحت جميع أو معظم الحدائق في الأحياء تمارس فيها مختلف الألعاب الرياضية وينتدب لها مدربو التربية البدنية ومدربو المنتخبات الوطنية.

في مختلف الألعاب وذلك من خلال اتحاد التربية البدنية؟ ماذا لو رخصت الرئاسة لأندية البولينج وتنس الطاولة والبلياردو التي تكتسب شعبية كبيرة متزايدة في أوساط الشباب؟ وماذا لو عمل الإعلام الرياضي الرسمي وأيضاً طوال العام في التوعية المرورية وضد المخدرات وإشغال الشباب بالرياضة وأخلاقياتها وسلوكياتها؟

إنني أدعو وزارات الداخلية والمالية والصحة والتربية والتعليم والتعليم العالي والإعلام والشؤون البلدية أن تفكر في رعاية شباب الوطن من خلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب الأقدر منهم على التواصل والوصول إلى كل شاب وفتاة على أرض الوطن ومنها إلى كل أسرة وبالتالي إلى المجتمع بأكمله بكافة فئاته وطبقاته وشرائحه التي لا أنسى منها ذوي الاحتياجات الخاصة الذين حققوا للوطن بطولات وإنجازات لم يحققها غيرهم من رياضي المملكة.

ونذكر مؤسسات الوطن بأن التعامل مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو رعاية الشباب ليس مرتبطا فقط بالعمل الرياضي المؤسسي، أو بنتيجة مباراة أو خسارة بطولة خاصة إذ ما كانت في كرة القدم، أو بعدد (27) اتحادا رياضيا في مختلف الألعاب تعتبر أساس اللجنة الأولمبية السعودية، أو بعدد (153) ناديا رياضيا في مختلف مناطق الوطن تمارس فيها ألعاب ورياضات هي محل رعاية اتحاداتهم الرياضية، بل نتحدث عن التعامل مع (7) ملايين شاب وفتاة في كامل الوطن يحدثون فيه كل الأثر السلبي أو الإيجابي وكيفية التعامل معهم ورعاية احتياجاتهم.

لذلك أطلب وأحث مختلف وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة على إعادة صياغة مشاركتهم للرئاسة العامة لرعاية الشباب في كيفية رعاية شباب الوطن لرفع معنوياته وحثه على الصلاح والطريق القويم وتجنيبه كل المحبطات والمؤثرات السلبية، وهذا لن يتأتى إلا بعد أن تدرك وزارة المالية أن زيادة ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي لحماية الوطن والتقليل من خسائره المادية والبشرية والاقتصادية وزيادة الميزانية هي التي تمكن الرئاسة من دعم اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية لترتقي خليجياً وعربياً وآسيوياً وتنافس عالمياً بما يعزز من حب الوطن والولاء له بين شباب الوطن عندما يرون راية وطنهم راية العز راية لا إله إلا الله مرفوعة خفاقة في كل محفل رياضي وشبابي ينافس على القمة ويتربع عليها ويسمع نشيده الوطني في كل مكان يسمعه ويشاهده ملايين البشر وهذا ما أقصده من رعاية الشباب، وبالنسبة للفتاة أرجو ألا تتأخر في تأسيس الأندية النسائية وللحديث بقية.