نحن مجتمع استهلاكي كبير.. استهلاكنا في هذا البلد يوازي استهلاك الكويت وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان والأردن ودول الشام مجتمعة.

يضع التاجر هذه السوق في اعتباره.. تعتبر رابحة جدا لديه.. يخشى من ردة فعل المستهلك لأنه يدرك أن خسارته للسوق السعودية تعتبر قاتلة.

قبل سنوات، حينما اشتعلت أزمة الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية، وارتفعت النداءات في المجتمع السعودي بمقاطعة المنتجات الغذائية الدانماركية فزعت إحدى أكبر الشركات الدانماركية من هذه المقاطعة، على الرغم من كونها ذات انتشار في أسواق العالم كله! لكنها تعرف ماذا تعني لها هذه السوق.. فاستعانت بحملة دعائية ضخمة تستنكر من خلالها تلك الرسوم.. واستعانت برجال الدين ليسبغوا عليها لباس الطهر والبراءة!

قبل أيام، اتخذت شركات الألبان السعودية الرابحة، قرارا فرديا برفع أسعار بعض منتجاتها في السوق السعودية.. ولو لم تكن واثقة بقدرتها على تجاوز أي جهة حكومية لما أقدمت على فعلتها.. الذي حدث أن المجتمع بدأ حملة مقاطعة شعبية لمنتجات الشركة التي رفعت أسعارها.. ثم كان قرار "التجارة" حاسماً بعد المقاطعة!

الذي أود الوصول إليه؛ أن المقاطعة سلاح قاتل ومهم جدا، يخشاه التاجر كالموت.. المهم أن يبقى بيد الناس أنفسهم.. ولا تتولاه أسماء أو مؤسسات معينة يسهل اختراقها.. السلاح ينبغي أن يبقى بيد الناس.. وحدهم يتبينون الحقيقة حتى لا يُظلم أحد، ثم يوجهونه ضد الشركة التي ترفع أسعارها وتضربهم بعرض الحائط، بقاء هذا السلاح بيد الناس يضعهم في حسبان وحسابات هذه الشركات.

الخلاصة: حينما تبدأ حملة مقاطعة شعبية لمنتج ما.. لا تقلل منها.. يجب أن تشارك بها.. فإن لم تقتنع فعلى الأقل التزم الصمت ولا تصبح كالعصا وسط الدولاب.. دع المجتمع يدافع عن نفسه بنفسه.. طالما أن قرارات وزارة التجارة ترفع ضد تاجر دون آخر.. وسلعة دون أخرى!