يوم أول من أمس الثلاثاء كنت على متن طائرة للخطوط السعودية متجهة من الرياض إلى جدة, الطائرة جميلة, الأكل جميل, لكن المهم في تلك الرحلة أن الخطوط حرصت كل الحرص أن تكون المضيفات بقدر جمال الأكل والطائرة. (الزبدة) دخلت الطائرة ورأيت مضيفة شقراء, فألقيت التحية ومررت, وإذ بمضيفة أخرى تنافس الأولى على الجمال والشقار فألقيت التحية تتبعها نظرة إلى الاسم, فأيقنت أنهن لسن من عرب شمال أفريقيا قمن بصبغ شعورهن. والشرح والوصف يطول, لكن الطريف والمصادفة والحزين الجميل أنهن لم ينطقن بحرف واحد باللغة العربية إطلاقاً. رجل وزوجته وطفلهما وخادمة, الأخيرة كانت وسيط الترجمة بين المضيفة "الشقراء" – التي سأفصح عن جنسيتها أدناه ومناسبة ذلك – وبين العائلة. وحين وصلني الدور قلت لها لسنا جميعاً نتحدث الإنجليزية فقالت: لم يخبرني أحد أن أتحدث العربية أو غير ذلك... وسألتها من أين أتت, فأجابت, ثم يممت وجهها تجاه راكب أو "زبون" آخر للخطوط السعودية. حين يممت وجهها, علمت يقيناً أن الخطوط مشكورة تراعي مشاعر الشعب وأذواق المشاهدين, والتي ارتقت من أفلام يسرا وعادل إمام حتى أصبح هذا المشاهد والمواطن عاشقا لـ "مهند" و "يحيى" و "نور" وبقية الشلة, ليسير في درب سنوات الضياع الذي أدى بالخطوط لاختيار طاقم جوي (تركي).. نساء جميلات رشيقات لا يعرفن من العربية إلا اسمها.. ويبدو أن المسألة هي مداعبة غضب الطبقة الكادحة التي لم تستطع قضاء إجازتها خارج المملكة, فقالوا لماذا لا نأتي لهم بما يشبه "سنوات الضياع" ولكن هذه المرة هي سنوات ضياع (خطوطية).

يجب أن نعترف بشيء, الخطوط السعودية تقدم وجبات عالية الجودة, وتهتم بالراكب على متن الطائرة. بقيت هناك أمور متعلقة بالحجز والتعامل داخل المطارات، ومحاولة تدعيم المطارات المزدحمة بموظفين أكفاء متحمسين لتأدية مهامهم، يجب أن يتم حلها, وكذلك تدعيم الرحلات الداخلية بأسطول طائرات تتسع للجميع. وقتها ستعتز السعودية بخدمة الراكب على الأرض وفوق السحاب, ونيابة عن جميع السعوديين الذين كانوا على متن هذه الرحلة والمتجهة من الرياض إلى جدة بعد ظهر الثلاثاء الماضي, أود أن أشكر الخطوط على عنايتهم باختيار المضيفات ولعلها محاولة لجبر خاطر عشاق المسلسلات التركية.