رحبت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس، لزعماء وقادة الكتل السياسية العراقية بعقد اجتماع في الرياض لحل أزمة تشكيل الحكومة. ونوهت القائمة بأية مبادرة عربية من شأنها أن تجمع الفرقاء السياسيين للتوصل إلى اتفاق حول تشكيل الحكومة المقبلة، إيمانا منها بدور الدول العربية الشقيقة والصديقة بدعمها للعراق في كافة المجالات.
وأكد نائب رئيس الوزراء العراقي والقيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي ترحيبه بمبادرة خادم الحرمين، موضحا توجه قائمته نحو تحسين علاقات العراق مع المحيط الإقليمي ولاسيما مع المملكة العربية السعودية.
وقال لـ "الوطن"، "نأمل أن تسجيب الأطراف السياسية العراقية للمبادرة السعودية، ونحن ضمن برنامجنا الانتخابي ومن ثم الحكومي نعتبر تطوير العلاقات مع المملكة توجها مهما واستراتيجيا". وأضاف "خلال زيارة قادة القائمة إلى الرياض أخيرا ـ وكنت أحدهم، لمست من المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم خادم الحرمين حرصا على تشكيل حكومة عراقية تضم جميع المكونات وتعتمد مبدأ المواطنة وتحقق وحدة العراق وشعبه، وعبر هذا الموقف عن وقوف المملكة بمسافة واحدة أمام جميع الأطراف العراقية". وأشار إلى أنه وبحكم مسؤوليته في الحكومة المنتهية ولايتها، حث رئاسة مجلس الوزراء على تطوير العلاقات بين البلدين، نظرا لما تمتلكه المملكة من ثقل إقليمي وعربي يمكن الإفادة منه في تطوير عمليات البناء والإعمار والاستثمار في العراق".
من جانبه أكد المستشار السياسي لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، شاكر كتاب حرص الهاشمي على حل أزمة تشكيل الحكومة بأية مبادرة تحقق الاصطفاف الوطني العراقي.
وقال لـ "الوطن"، "نؤيد أية مبادرة تحقق الاصطفاف الوطني وننقذ البلاد من أزمات سياسية محتملة"، مشيرا إلى أنه بعد إعلان نتائج الانتخابات العراقية أصبحت الرياض محطة لزيارات أبرز القادة السياسيين العراقيين لاعتقادهم أن المملكة المعروفة بمواقفها الإيجابية تجاه العراق يمكن أن تسد الفراغ العربي الذي حصل بعد الاحتلال الأمريكي. واستطرد بأن قادة القائمة العراقية وفي مقدمتهم إياد علاوي مازالوا يحتفظون بعلاقات طيبة مع المملكة منذ كان معارضا للنظام السابق، مضيفا أن منح الرئيس العراقي جلال الطالباني أرفع وسام في المملكة يعبرعن حجم الدعم للعراق واستقرار أوضاعه الأمنية والسياسية.
وفي السياق، وصف النائب عن العراقية أحمد العلواني المبادرة السعودية بأنها ستقطع الطريق على قوى إقليمية تحاول أن تجعل العراق تحت هيمنتها. وقال "مازال الكثير من القوى السياسية محكوما بعقد طائفية وربما لهذا السبب ليس من مصلحته أن يعلن تأييده للمبادرة السعودية وتطوير العلاقات بين العراق والدول العربية التي نرتبط معها بعلاقات جغرافية وتاريخية وعشائرية". وأضاف "من مصلحتنا تطوير العلاقة ولاسيما أن المسؤولين في الرياض عبروا وفي أكثر من مناسبة عن دعمهم لعراق مستقل وموحد وذي سيادة". وأعرب عن اعتقاده بأن أي حل عربي لأزمة تشكيل الحكومة مرحب به من القوى الوطنية "لأن العرب وفي مقدمتهم السعودية أعلنوا موقفهم الواضح الداعم للعراق وأبدوا استعدادهم لتشجيع أية خطوة تخدم مصالح الشعب العراقي".