أعلن البيت الأبيض أن السعودية ساعدت في تحديد التهديد الأمني القادم من اليمن بعد اكتشاف طردين يحتويان على متفجرات على متن طائرتي شحن كانتا في طريقهما الى الولايات المتحدة. وقال جون برينان مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن مكافحة الإرهاب أمس إن "الولايات ممتنة للمملكة على مساعدتها في تطويرالمعلومات التي ساعدت على تأكيد قرب وقوع التهديد القادم من اليمن". وأضاف برينان في بيان أن السعوديين بالإضافة إلى مسؤولين في بريطانيا والإمارات "وأصدقاء وشركاءآخرين" ساعدوا الولايات المتحدة في تحديد الطردين المريبين في دبي ومطار إيست ميدلاندز ببريطانيا.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع اليمنية توقيف امرأة يشتبه بأنها أرسلت الطردين المفخخين الموجهين إلى الولايات المتحدة، مساء أمس في صنعاء بعدما حاصرت القوات اليمنية منزلها.. كما ضبطت السلطات اليمنية أمس 26 طردا مشبوها واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء. وأفاد مصدر قريب من التحقيق أن السلطات ضبطت 26 طردا مشبوها ويجري التدقيق فيها حاليا. وتابع "في الوقت نفسه أوقف موظفون في شركات نقل جوي وقسم الشحن في مطار صنعاء لاستجوابهم"، بدون أن يحدد عدد الموقوفين. وأوضح المصدر أن ضبط الطرود وتوقيف الموظفين يندرج في إطار التحقيق الذي تجريه السلطات اليمنية إثر ضبط طردين في دبي وبريطانيا قادمين من اليمن ويحويان متفجرات.
وشكلت صنعاء لجنة تحقيق ضمت الأجهزة الأمنية المختصة بالإضافة إلى ممثلين عن مطار صنعاء وهيئة الطيران المدني أسندت إليها مهمة التقصي في كيفية خروج مثل هذه الطرود الناسفة من مطار صنعاء الذي زود مؤخراً بالعديد من الأجهزة الحديثة لمراقبة الركاب وأمتعتهم وغيرها بتمويل من الولايات المتحدة. وأوضح مصدر رسمي أن الإجراءات الأمنية المتخذة في المطارات اليمنية لتفتيش الركاب والحقائب وطرود الشحن دقيقة وتتم عبر أجهزة رقابية ومتطورة زودت بها تلك المطارات. وجاء تشكيل لجنة التحقيق بعد اتصالات جرت بين مسؤولين أمريكيين ويمنيين للتنسيق بين الجانبين لمعرفة الكيفية التي تمكن فيها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من اختراق الإجراءات الأمنية في مطار صنعاء. وكان المصدر اليمني قد رفض الزج باسم اليمن في قضية الطرود رغم تصريح لمصدر دبلوماسي في واشنطن قال فيه إن الطرود المرسلة تعود لشخص واحد ومطلوب للسلطات. وأكد المصدر أنه لا يوجد لشركة "يو بي إس" الأمريكية للشحن أية طائرات شحن أو غيرها أقلعت أو تقلع من اليمن ، كما أنه لا يوجد أي طيران مباشر أو غير مباشر، سواء للركاب أو الشحن من أي من المطارات اليمنية إلى مطارات المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعلنت شرطة دبي في بيان أمس أن الطرد الذي ضبط في مطار دبي قادما من اليمن يحتوي على متفجرات ومزود بنظام تفجير "يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذتها تنظيمات إرهابية كتنظيم القاعدة". وتابع البيان أن الطرد "عبارة عن طابعة كمبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة وقد أعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف نقال أخفيت داخل الطابعة". وقال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان إن الطرد المفخخ كان مرسلا إلى الولايات المتحدة وكان يمكن أن ينفجر في الطائرة. وفي لندن أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي أمس في ختام اجتماع لجنة الطوارىء البريطانية "كوبرا" أن الطرد المفخخ الذي تم العثور عليه في مطار إيست ميدلاندز بوسط إنكلترا، كان "معدا للتفجير وكان يمكن ان ينفجر".
وفي سياق متصل قالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي جانيت نابوليتانو أمس إن الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن وكانا متجهين إلى الولايات المتحدة يحملان بصمات تنظيم القاعدة. وتابعت في مقابلة "أعتقد أننا متفقون على أن الطردين يحملان كل بصمات تنظيم القاعدة وخاصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". وأضافت "يبدو أن الطردين المفخخين كانا يحتويان على نفس النوع من المواد الناسفة التي استخدمت في المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية متجهة من أمستردام إلى ديترويت في عيد الميلاد العام الماضي.