أكد عدد من المحللين السياسيين أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للقادة العراقيين للاجتماع في الرياض تعد بمثابة ضمان لاستقرار وتأمين مستقبل الشعب العراقي، خاصة أنها تأتي في ظل توجسات ومخاوف تهدد الشأن الداخلي، وفي ظل الفراغ السياسي الكبير وتأخر حسم مسألة تشكيل الحكومة.

وقال أستاذ العلوم السياسية المشارك بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتور وحيد حمزة هاشم لـ "الوطن"، "إن دعوة الملك تأتي إيماناً وحرصاً من السياسة الخارجية السعودية لتأمين تشكيل حكومة وحدة وطنية منتخبة من العراق، باعتباره جزءا رئيسا من مكونات المشروع العربي".

وأكد أن السعودية من خلال خطاب الملك تسعى أيضاً إلى قيادة العراق لنفسه بعيداً عن التدخلات التي تجعله مرهوناً لقوى إقليمية مختلفة. أما الخبير السياسي الدكتور خالد الدخيل فقال لـ "الوطن"، "إن الخطوة السعودية أرادت أن تدخل للملف العراقي من البوابة الشرعية، خاصة بعد ابتعاد الرياض عن هذا الملف منذ بداية الاحتلال عام 2003، الذي كلفها أثماناً باهظة فيما بعد".

وأضاف الدخيل أن اجتماع الرياض المقبل للفرقاء السياسيين العراقيين يأتي "بعد تفاهمات من زيارات متتالية للرياض من قبل قادة دول مجاورة وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى لإحداث توازن مع الوجود الإيراني بحضور عربي فاعل". وأشار الدخيل إلى أن المملكة تود من خلال خطاب الملك، فتح صفحة جديدة مع القيادات السياسية في العراق خاصة بعد الاحتلال الأمريكي. وحول القمة المرتقبة قال "إن الفرقاء العراقيين سواء السنة أو بعض الفصائل الشيعية العروبية خاصة إياد علاوي، كانت تلح على المملكة العربية السعودية بالتدخل، وعدم ترك زمام الملف للنفوذ الإيراني والأمريكي".

ومن جهة أخرى قال الكاتب السياسي المختص في الشؤون الخليجية مهنا الحبيل لـ "الوطن" "خطاب الملك يقرأ من زاويتين، الأولى ما يحدث في العراق من شقاق ونزاع بين الفرقاء، والثانية أن نقرأ الدعوة في إطار الكشف عن وثائق ويكليكس التي فضحت التآمرات الداخلية للقوات الأمريكية والإيرانية وبعض الفرقاء العراقيين". وبحسب الحبيل فإن السعودية ترغب من القمة المرتقبة في"معالجة ولو نسبية لحالة التآكل في الممانعة العراقية التي سببها التدخل الإيراني الأمريكي" .