دعا عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور حافظ المغربي إلى إعادة النظر لكسر ما اعتبره شللية الأسماء التي تتحكم في الشأن الثقافي والجوائز العربية.
وقال المغربي لـ"الوطن" تعليقا على سحب جائزة الشيخ زايد للكتاب من الأكاديمي الجزائري حفناوي بعلي الأسبوع الماضي: لن نتحدث عن أشخاص، أما وقد حدثت السرقة التي يتفق كل المثقفين على أنها بكل المقاييس "كارثة" فلا بد أن نقف على بعض الجوانب السلبية البارزة في الجوائز العربية بل في كل مؤسساتنا الثقافية.
وتابع المغربي: "ماذا كشفت هذه السرقة؟ كشفت غيبة الضمير النقدي والضمير الإنساني, فكيف لشخص أن يُعطى جائزة عن كتاب مسروق لناقد مشهور, هذا يدينهم على أكثر من صعيد وكل مستوى وبكل صراحة يضعهم في موضع المساءلة على المستوى المعنوي على الأقل, الكتاب لعلم معروف هو الدكتور عبدالله الغذامي, لا بد لكل مثقف أن يكون قد قرأ شيئا في النقد الثقافي وبالتحديد كتاب الغذامي الذي يعد من الكتب الأصيلة التي تنظّر لهذا المصطلح. فاللجنة إما إنها لم تقرأ الكتاب وتلك مصيبة أو أنها قرأته وسكتت لأسباب لا نعرفها والمصيبة أعظم، ما يدعونا إلى مساءلة أسماء بعينها تمثل "شللية" تتحكم في مقدرات الشأن الثقافي والشأن الأدبي في وطننا العربي.
وأضاف المغربي: أدعو وبصفتي أحد المهتمين بهذا الشأن القائمين على جائزة الشيخ زايد إلى إعادة صياغة هذه المؤسسة من كل النواحي وأن تعلن و"هذا ليس بعيب" عن أسماء المحكمين الذين تورطوا في هذه الفضيحة وتعيد النظر في بعض الأسماء التي يركنون إليها في تحكيم الجوائز، لأن هذا سيستتبع عددا من السلبيات الأخرى، والسلبيات تحيل إلى علاج وإيجابيات، في مقدمتها أن كل الذين سيتقدمون للجائزة بعد ذلك سيتورعون عن تقديم أي عمل فيه اقتباس واحد لم يوثق، فقضية التوثيق والمرجعية والأمانة العلمية أمر مهم في العمل الأدبي, كل الذين ستحال إليهم الأعمال للتحكيم في هذه الجائزة والجوائز الأخرى سيراجعون أنفسهم وإلا سيظلون في مأزق إن لم يتعظوا من هذا الموقف, والشيء الآخر الذي قد يمكن أن يضاف إلى هذه الإيجابيات أنه لن يصح إلا الصحيح. فلن يأخذ مثل هذه الجائزة وغيرها إلا الذين يستحقونها بعد أن يُغّير الهيكل الذي يتحكم في منح مثل هذه الجوائز.
مشيرا إلى أن ذلك يعتبر جرس إنذار بأن ثمة جوائز أخذها الذين لا يستحقونها في الوطن العربي من خلال مراجعة أمينة.
وختم المغربي تصريحه بالقول: لا يمكننا أن نضع رؤوسنا في الرمال، فكما أدين حفناوي بعلي لا بد أن يدان الذين حكموا هذا الكتاب ولا بد أن يحاسبوا ولا يكون بعلي هو كبش الفداء, والإيجابيات التي ستُجنى من خلف هذا الموضوع أكثر بكثير من السلبيات.