أكد الباحث المصري الدكتور أحمد سامح أنه لم يعد أمام العرب من سبيل إلا العمل الجاد والحقيقي في مجال صناعة عقول أبنائهم لتحقيق النهضة العلمية والحضارية، قبل أن يصبحوا عرضة لمخططات الإبادة أو الاستعباد من قبل الغرب.

وقال سامح عميد كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة الذي كان يتحدث في الصالون الثقافي لسفير خادم الحرمين الشريفين بمصر هشام ناظر: إن اليمين المتطرف في الغرب لديه مخططات معلنة لإبادة العرب أو استعبادهم، وقد تم الكشف عن ذلك أخيراً، لذا فليس أمامنا إلا العمل لتحقيق نهضة تعوض حالة التخلف التي وقعنا في فخها أمام العالم الذي سبقنا بنحو ألفي سنة، مشيراً إلى أن المتابع الحقيقي لما يجرى في العالم يستطيع أن يرى بجدية شديدة أن العالم أصبح اليوم عالماً واحداً وإن لم نكن قادرين على القيام بمجاراة ذلك فنحن أمة إلى زوال.

واستعرض سامح واقع التعليم في العالم مقارنة بالعالم العربي وقال "انتقل العالم من مرحلة التعليم إلى مرحلة التعلم، فالتعلم هو أن يستطيع الإنسان أن يحصل على المعرفة من مصادر عدة"، لافتاً إلى أن هناك قانوناً يجرى تعديله في الكونجرس الأميركي حول حرب الكواكب، ونحن كنا نتحدث عنها على أن هناك صواريخ في الفضاء يمكن إطلاقها من أي مكان، لكنهم اليوم يعيدون تعريف السلاح، وهو كل آلية أو منهجية تستطيع إلحاق أذى بدني أو فكري للإنسان، والأذى البدني معروف من خلال الأسلحة المعروفة، أما الفكري فهو ما لم يكن معلوما لدينا، فالآن الأقمار الصناعية أصبحت قادرة على إرسال ترددات وأشعة غير مرئية تستطيع أن تصل إلى عقل الإنسان تجعلك تشعر مثلا باكتئاب أو تغيير حالتك المزاجية للأسوأ أو الأحسن، ويمكن عمل ذلك عن طريق الإنترنت أيضا.

وتساءل سامح: أين نحن من كل ذلك؟، وأضاف: كل علاقتنا بهذه التكنولوجيا برامج حوارية على الفضائيات والكليبات وغيره، ولم يتطرق أحد إلى تأثير ذلك على عقول الشباب إلا بسطحية شديدة، فالعالم سيشهد الحرب القادمة دون إطلاق رصاصة واحدة، وهناك بحث آخر مكتوب حول العرب يتساءل هل نستعبدهم أم نبيدهم، مشيراً إلى أن الدكتور طه حسين قال في مستقبل الثقافة في مصر "إن الجامعة ليست المكان الذي يتكون فيه المثقف فقط، ولكنه المكان الذي يتكون فيه المثقف المتحضر الذي يكون مصدرا للثقافة وبانياً للحضارة، وإذا لم تقم الجامعة بواجباتها في التأثير والتغيير في مجتمعها فما هي إلا مدرسة متواضعة وما أكثر المدارس المتواضعة، فالجامعات في الخارج أصبحت الآلية الأساسية في صناعة العقول وتحديد مصائر العالم، ففيها الإنفاق على البحث العلمي بالمليارات وهذا المردود العائد منه هو الذي يشكل العالم سواء كانت علوم إنسانية أو تطبيقية، الجامعة في الخارج لها مدخلات خاصة ليخرج منها مخرجات مطلوبة، وأهم شيء أنها لابد أن تكون مستقلة كي تحصل على التنافسية، وأن يكون لها الحرية في اختيار طلابها بوضع معايير واختبارات ومعايير، وأكثر من ذلك فهناك بعض الجامعات الأوائل في العالم لديها برامج لاكتشاف مبكر للمواهب بالمدارس قبلها بعامين لأخذهم في هذه الجامعات للدراسة فيها، ويبدأ بعدها بتشكيلهم طبقا لاحتياجاته.

وانتقد سامح الواقع الراهن للجامعات العربية والتي ما زالت غير قادرة على التأثير في مجتمعاتها بالشكل المطلوب إما لضعف الإمكانات أو البيئة المحيطة بالبحث العلمي بشكل عام، وخلص إلى القول إننا نواجه مشكلة في صناعة العقول وهى جزء من الأزمة الموجودة في بلادنا وعلينا أن نراجعها.