قد يبقي وفرة الإمدادات الأميركية وضعف الطلب أسعار النفط عند قاع مكاسب السلع الأولية في العام المقبل مما ينزل بمكانة سوق كانت تقود القطاع يوما.

وحقق النفط الخام الأميركي مكاسب بأقل من 3% هذا العام. في حين صعد الذهب 20% إلى مستويات قياسية مرتفعة وتقدم النحاس 13%. بل إن بعض الأسواق مثل القطن قفز أكثر من 60%.

ولا يعتقد المحللون أن حظوظ النفط ستتغير كثيرا العام المقبل إذا استمر التعافي المتقطع من الأزمة المالية في الولايات المتحدة أكبر اقتصاد وأكبر مستهلك للطاقة في العالم.

وبلغ متوسط السعر المتوقع للخام الأميركي في استطلاع لآراء المحللين الأسبوع الماضي فوق 83 دولارا للبرميل في 2011؛ وذلك بزيادة متواضعة تبلغ 7% عن متوسط العام الحالي البالغ 78 دولارا ودون تغير يذكر بالمقارنة مع الأسعار الحالية فوق 80 دولارا.

إنه انحدار كبير بالنسبة لسوق قفزت نحو 80% في 2009 لتقود انتعاشا حادا في السلع الأولية بعد انهيار الأسعار جراء الأزمة المالية. وبين عامي 2004 و2008 ـ أطول فترة طفرة للسلع الأولية ـ ارتفاع النفط 9% سنويا في المتوسط.

ولكي يتحسن أداء أسعار النفط ينبغي أن تنخفض مخزونات الخام الأميركية أو أن تتحسن توقعات الطلب بفعل مؤشرات على أن مزيدا من الأميركيين يعثرون على وظائف أو أن المصانع الأميركية ترفع الإنتاج. وفي الوقت الحالي تبدو سوق العمل راكدة، أما الإنتاج الصناعي فقد تراجع للمرة الأولى في أكثر من عام في سبتمبر.

وقال جين مكجيلان المحلل لدى تراديشن إنرجي في ستامفورد بولاية كونيتيكت: "إلى أن ترى بالفعل علامات على أن سوق العمل تتحسن وأن الطلب الصناعي يبدأ بالتحسن فقد تستمر "الأسعار" على ما هي عليه لبعض الوقت".

وحدا الأداء الضعيف نسبيا للنفط والغاز الطبيعي ببعض مديري الصناديق إلى توجيه الزبائن الجدد صوب قطاعات غير الطاقة في مجال السلع الأولية. لسنوات كان النفط هو الخيار المفضل للباحثين عن موطء قدم في السلع الأولية باعتباره سوق الموارد الطبيعية المتداولة الأهم في العالم.

وقال مايك هينيسي العضو المنتدب في مورجان كريك لإدارة رأس المال وهو صندوق في تشابل هيل بولالة نورث كارولاينا يدير نحو عشرة مليارات دولار: "مجال صناديق التحوط كان يتعلق دائما بالتنوع لكن بعض المديرين يعطون اهتماما أكبر في الآونة الأخيرة بالسلع الأولية غير الطاقة". وقال آدم سرحان من سرحان كابيتال للأبحاث في نيويورك: إنه ينصح العملاء بتكوين مراكز دائنة في المعادن النفيسة والسلع الغذائية أي "أشياء غير الطاقة بالأساس".

وقال سميث: "البن والقطن من أفضل السلع الأولية أداء منذ عام بسبب عوامل أساسية أفضل بكثير من تلك الخاصة بالنفط.. لا أعتقد أن القطن بلغ أعلى ارتفاع بعد. الإنتاج في أميركا الجنوبية تراجع 50 بالمئة على مدى الاثني عشر عاما الأخيرة".

وارتفع سعر النفط نحو 6% منذ العاشر من سبتمبر عندما بدأ الدولار يضعف بسرعة مقابل اليورو. وقفز القطن 30% على مدى الفترة ذاتها.

وقال أنتوان هاف من نيو ـ إدج: "إغراء النفط كأداة تحوط من ضعف الدولار ينطوي على تفاؤل معين بشأن الفرص الكامنة للنفط.. لكن في ظل سوق تحصل على إمدادات جيدة جدا ونمو للطلب قد يكون مخيبا للآمال فإنه يصبح من الصعب المحافظة على تلك العلاقة".

وحتى إذا صعدت أسعار النفط العام المقبل فإن أحدا لا يتوقع أن تقترب من مستواها القياسي الذي سجلته في 2008 عند حوالى 150 دولارا للبرميل. وقال مكجيلان من تراديشن إنرجي: "السوق قامت بثلاث محاولات هذا العام للارتفاع فوق 85 دولارا وفي كل مرة واجهت حائطا من المقاومة. من المرجح أن يستمر نطاق 75 دولارا إلى حوالى 90 دولارا حتى العام المقبل.. سيكون من الصعب القفز فوق 100 دولار".