بودي لو أن سمو الأمير فيصل بن عبدالله، وزير التربية والتعليم يقرأ عنوان الزميلة – عكاظ – بالأمس عن ستين ألف وظيفة في مدارس البنات، وفي – المقاصف – بالتحديد، وبراتب لا يقل عن 3000 ريال في الشهر. نحن نتحدث عن 150 ألف فرصة في مقاصف كل مدارس التعليم من الجنسين دعونا نكتفِ من كلام العاقل بنصفه بل بثلثه. عن 50 ألف فرصة حياة مهدرة لآلاف الأسر التي قد تعيش بكرامة على هذه المنافذ. والأرقام على جبهة القتال الأخرى تشير إلى أن 45 ألف وافد أجنبي من الجنسين يعملون في المقاصف المدرسية، ومن الغرابة بمكان أن تسأل عن – النظام – الذي سمح لهؤلاء بالدخول كباعة في مقاصف المدارس. لا أعلم مطلقاً أن في قاموس المهن المستوردة وظيفة باسم – بائع مقصف – ولا تأشيرة لهذا الغرض، فكيف وصل هذا الجيش العرمرم إلى هذه المخالفة الصريحة برقم يفوق سكان كل المحافظة التي سقط فيها رأسي وليته لم يسقط. وفي مدرسة متوسطة الحجم، يقول لي مدير المدرسة، إن عامل المقصف البنغالي أهدى ميزانية المدرسة عشرين ألف ريال في ثمانية أشهر والسؤال: كم بقي في جيبه وهو يهدي المدرسة شيئاً من (رأس الكيس)؟
لماذا لا نسلم هذه المنافذ إلى الأسر المحتاجة ومن الشارع أو الحي الذي حول المدرسة ثم نشترط أن تكتفي كل أسرة من هؤلاء بمدرسة واحدة؟ لماذا الإصرار على طرح هذه المقاصف في مناقصات للهوامير وكارتيل التستر المكشوف؟ لماذا نعطي هذه الفرص الألفية لعمالة مخالفة للنظام بشكل سافر مكشوف؟ لماذا يكسب الوافد ثلاثة آلاف ريال في الشهر في عمل لفسحة مدرسية لا تزيد عن نصف ساعة، بينما حارس المدرسة وزوجته على الباب أجيران على البند بنصف دخل الوافد المتستر عليه بالتزوير المكشوف؟ لماذا لا نعطي هذه الفرصة المشرعة لآلاف المنتظرين من الأسر الكريمة بجوار أسوار المدارس ونسمح لهم أيضاً ببيع مستهلكات الطالب اليومية حتى من الأدوات المكتبية؟ لماذا تتعطل لدينا حتى أبسط آليات التفكير حتى في الفرص الذهبية التي لا تحتاج إلى دراسات ولجان؟ لماذا نضع ألف – لماذا – أمام أجوبة لا تحتاج إلى عميق أسئلتنا الفوقية.