رغم أن مهلة الـ 14 شهرا التي منحها وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز للمقاول المنفذ لمشروع نفق تقاطع طريق الملك فهد مع طريق الصناعية القديمة بمحافظة خميس مشيط، والمعروف بـ"نفق خميس مشيط" انتهت قبل شهرين، إلا أن المشروع الذي لا يتعدى طوله كيلومترا واحدا لم ينجز حتى اليوم، ولا يظهر وضعه الراهن بأنه سينجز حتى في الـ14 شهراً المقبلة.
وأمام ما واجهه المشروع الذي بدأ العمل فيه منذ الرابع من جمادى الأولى للعام 1427 من عوائق أدت لتعثره، بات آلاف المواطنين ينتظرون استكماله للحد من الزحام وتكدس المركبات في الطرق القريبة منه والحد من الخسائر التي لحقت بالمحلات التجارية الواقعة على جانبيه، في الوقت الذي تبادلت بلدية المحافظة مع الشركة المنفذة الاتهامات حول العوائق التي أدت لتعثر النفق الذي أضحى مهيأ لأن يكون أطول مشروع بلدي متعطل في البلاد.
المقاول مماطل وشوه مشاريعنا
وقال رئيس بلدية خميس مشيط الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الزهراني في تصريح خاص إلى "الوطن" إن مقاول المشروع مماطل، ولم يتجاوب مع توجيهات وزارة الشؤون البلدية والقروية وإمارة منطقة عسير بشأن سرعة إنجاز النفق, رغم مامنح له من تسهيلات من بينها تعديل النظام الإنشائي، مضيفا : "للأسف عدنا إلى نقطة الصفر لأن المقاول لم يتجاوب"
وأوضح الزهراني أنه من المفترض الانتهاء من المشروع نهاية العام الجاري، إلا أن المقاول بدأ يماطل في سرعة إنجازه،
مشددا على أنه لن يُقبل من المقاول بعد هذه المماطلة وعدم التجاوب أي مشروع، خاصة أن لدى البلدية إشكالية كبيرة معه في النفق وفي مشروع توسعة طريق الملك خالد الرابط بين محافظة خميس مشيط ومدينة الملك فيصل العسكرية, واصفا المشروعين بالأسواء في مشروعات المحافظة . وحول مخاوف بعض أهالي المحافظة من خطورة اعتراض "وادي تارة " للنفق، أشار الزهراني إلى أن هناك معالجة عن طريقة دراسة هيدرولوجية من قبل مكتب استشاري متخصص، حيث أشارت الدراسة إلى وضع عبّارة معلقة في جسر النفق لها 12 فتحة، وذلك حسب كمية المياه المتدفقة من الوادي باتجاه النفق.
البلدية سبب تأخير تصميم العبارة
من جانبه أوضح مقاول المشروع المهندس سعد بن مستور بن مرفاع أن لديه مستندات وخطابات تدل على أن التأخير كان بسبب البلدية وليس منه، مشيرًا إلى أنها تمت مخاطبة إمارة المنطقة بذلك، وأشار ابن مرفاع إلى أن العبارة لم تكن ضمن الدراسة , بدلالة أن تصميمها لم يأت إلا في شهر رجب الماضي، و بعد أكثر من 4 سنوات منذ البدء في المشروع، مبينًا أن وجود العبارة زادت من تكاليف المشروع , واكبه إرسال خطابات بذلك إلى بلدية المحافظة وأمانة منطقة عسير , لكن أي منهما لم تتجاوب مع الخطابات حتى الآن " على حد تعبيره "، مبديا تحفظه على تصميم العبارة بسبب خطورة الوادي المعترض إذا سال في المستقبل.
أبرياء ذهبوا ضحية الانتظار
إلى ذلك أبدى عدد من أهالي خميس مشيط استياءهم من بطء أعمال المشروع الذي مازال يقبع تحت الأرض دون تطور ملحوظ خلال أكثر من 4 سنوات، وأجمعوا على أن المشروع سبب لهم ازدحاما مروريا وعددا من الحوادث المرورية.
وبيّن المواطن سعيد آل صوفان أن أعمال المشروع بطيئة، ولم يحدث فيه خلال السنوات الماضية أي تطور , وأضاف آل صوفان " الآن أكملنا 16 شهرًَا من مهلة وزير الشؤون البلدية ولم ينتهِ تنفيذ 50% من المشروع ".
وأشار المواطن عقاب الفرم إلى أن مشروع النفق تسبب في تأخير وصول الطلاب لمدارسهم والموظفين لأعمالهم، مؤكدًا أن المشروع تسبب في عدد من الحوادث المرورية التي ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء بسبب سوء تخطيط الطريق وعدم ملاءمته لعبور الشاحنات والمركبات في وقت واحد، وطالب المواطن ناصر بن منيس بسرعة إنجاز النفق لما سببه من تشويه للمدخل الرئيس والغربي لمحافظة خميس مشيط، وأبدى المواطن عبد الهادي آل سفران تخوفه من تعارض وادي تارة مع المشروع حيث اتضح وجود عبّارة الوادي المعترضة للنفق وما ستسببه في المستقبل من خطر السيول جهة النفق.