بدأت الولايات المتحدة تستكشف مع العرب فرص تمديد المهلة التي حصلت عليها من لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية للحصول على موافقة إسرائيلية على تمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، بداعي انشغال الإدارة الأمريكية بالوضع ما بعد الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي المتوقع، طبقا لاستطلاعات الرأي العام أن يكسبها الحزب الجمهوري المعارض.
وطبقا لمصادر دبلوماسية عربية فإن الحديث يدورحول إمكانية تأجيل اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية الذي كان متوقعا عقده في العاشر أو الحادي عشر من الشهر المقبل، إلى ما بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، علما بأن قطرهي التي تترأس اللجنة التي تضم 13 دولة عربية.
وحتى الآن جرت محادثات مكثفة بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية في مسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن تمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما يسمح ببدء المفاوضات المباشرة ولكن حتى الآن فإن هذه المحادثات التي قادها كبير المفاوضين الإسرائيليين المحامي اسحق مولخو، لم تفض إلى نتيجة.
وأشارت المصادر إلى أن ثمة إشكالية قائمة وهي أن المفاوضات الجارية بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي تجري بعيدا عن معرفة الأطراف المعنية بما فيها الفلسطينية والعربية بشأن التزامات تعتزم الإدارة الأمريكية تقديمها إلى إسرائيل. وسمعت الأطراف العربية والفلسطينية نفيا أمريكيا لما يتردد عن هذه الالتزامات سيما ما يتعلق بالتواجد الإسرائيلي طويل المدى في غور الأردن أو أخذ الحقائق التي أقامتها الحكومة الإسرائيلية بعد عام 1967 بعين الاعتبار (بمعنى المستوطنات) في الحل النهائي مع الفلسطينيين.
بيد أن الكثير من الفلسطينيين والعرب لا يركنون إلى هذا النفي، منوهين إلى وجود مؤشرات على أن محادثات تجري بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية بهذا الشأن.
وتوجه أصابع الاتهام إلى المستشار الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما دينيس روس بقيادة مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه الالتزامات الأمريكية وهو ما دفع إلى تسريبات عن نية نائبته الاستقالة من منصبها احتجاجا على تدخلات روس في مسار المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية الذي هو حصرا، طبقا لقرارات الرئيس ووزيرة الخارجية الأمريكية، من مسؤولية المبعوث جورج ميتشل.
وترى أوساط متابعة لمسار المفاوضات أن روس، المبعوث الأمريكي السابق لعملية السلام والمتهم فلسطينيا بالمسؤولية عن فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، يسعى حثيثا إلى إجبار ميتشل على الاستقالة من منصبه.
ومعلوم أن روس قريب من اليمين الإسرائيلي فيما يقول مفاوضون فلسطينيون إن مواقفه في المفاوضات التي جرت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون كانت أسوأ من مواقف الإسرائيليين أنفسهم.
وإزاء هذه التطورات فإنه وبالحديث عن الخيارات الفلسطينية في حال فشل الإدارة الأمريكية في الحصول على موقف إسرائيلي بتمديد تجميد الاستيطان فإن الأطراف، بما فيها دول عربية، تدعو الفلسطينيين إلى منح الفرصة للإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق مع الإسرائيليين قبل القفز إلى بحث أي من الخيارات.
وذكرت أوساط دبلوماسية غربية أن عددا من الأطراف العربية طلبت من الفلسطينيين دراسة الخيارات الموضوعة جديا بما في ذلك أبعادها وانعكاساتها قبل اللجوء إلى أي منها.