أكد اختصاصيون وجود بعض المفاهيم الخاطئة حول سرطان الثدي، لدى بعض السيدات اللائي يسكن في القرى والهجر والبادية، تؤدي إلى إحجام الكثيرات عن الفحص المبكر لهذا المرض، منها الاعتقاد بأن الأشعة نفسها تسبب السرطان، بينما يعتقد البعض الآخر أن الكشف فأل سيئ، بينما يؤكد الأطباء أن الاكتشاف المبكر للمرض يساعد على شفاء 97% من الحالات، وطالبوا بتضافر الجهود في مراكز الرعاية الأولية وبين المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة للتوعية ضد هذا المرض.

ويذكر مدير الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة الدكتور محمد صعيدي أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي بالنسبة للسعوديات وفقا لإحصائيات السجل السعودي للأورام 24,4% من إجمالي حالات السرطان، مشيرا إلى أنها نسبة عالية مقارنة بغيرها من أنواع السرطان.

وأشار إلى وجود العديد من المفاهيم الخاطئة التي تجعل المرأة تحجم عن الفحص وتتخوف منه، وخاصة تخوفها من أشعة المموجرام، وتخوفها من فتح بوابة الحديث عن المرض، باعتبار أن ذلك فأل سيئ، والتشكيك في الفحص وجدواه، وهذه المفاهيم تتسبب في تأخر العديد من الحالات في الفحص والتخوف منه، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة. وأبان الدكتور صعيدي أن من أهم عومل الخطورة التي ترفع من نسبة سرطان الثدي والتي تناولتها الدراسات العلمية تناول الهرمونات والأغذية المليئة بالدهون، وحبوب منع الحمل التي يتم تناولها على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه لم يثبت علميا تأثير للبيئة على رفع معدل الإصابة بسرطان الثدي.

وأكد صعيدي وجود أكثر من 2000 مركز للرعاية الصحية الأولية في مختلف مدن وقرى وهجر المملكة، والتي تقوم بدعم هذه الحملات التوعوية ضد سرطان الثدي، إضافة إلى الشراكة مع وزارة التربية والتعليم التي تقوم بالتعاون على نشر الوعي بالأمراض من خلال الحملات التي تنظمها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التعليم، والتي توصل المعلومات حول أي مرض، إضافة إلى التعاون مع وسائل الإعلام.


تكثيف الفحص في نوفمبر

من جهته يقول مساعد المدير العام للرعاية الصحية والطب الوقائي بمنطقة عسير الدكتور محمد المحيا إن في عسير أكثر من 227 مركزا للرعاية الأولية في مختلف القرى والهجر والمدن، وهي عبارة عن مراكز منتشرة في كافة هذه المواقع والتي يعول عليها القيام بعملية التوعية والتثقيف الصحي للسيدات اللاتي يقمن في البادية والهجر. وأضاف أن في كل مركز من هذه المراكز عيادة نسائية تم توجيهها من قبل المديرية العامة بصحة عسير تقوم بإجراء الفحوصات الأولية على السيدات المراجعات، مبينا أنه قد تم التأكيد على تكثيف عمليات الفحص من مطلع نوفمبر المقبل، ومتابعة النساء فوق سن الأربعين، وتدريبهن على الكشف الذاتي عن سرطان الثدي، وتحويل الحالات المشتبه بها إلى مستشفى عسير المركزي.

وأشار المحيا إلى أن هذه المراكز تعمل وفقا لاستراتيجية محددة، إضافة إلى الدور الهام في التثقيف الصحي، والذي اعتبره المحيا من أهم أدوات مواجهة هذا المرض.


أشعة متنقلة

من جهتها اقترحت عميدة المركز الجامعي للطالبات رئيسة جمعية زهرة لسرطان الثدي الدكتورة منى آل مشيط أن يتم إيجاد سيارة أشعة مموجرام متنقلة للكشف على السيدات المقيمات في القرى والهجر واللائي ليس لديهن الوعي الكافي بهذا المرض، ولكن تباعد هذه الهجر وعدم توفر كوادر نسائية قادرة على التنقل تقف عقبة في طريق تحقيق هذه الفكرة، مشيرة إلى أنه لا توجد إحصائيات تؤكد زيادة الإصابة بهذا المرض في القرى دون المدن.

وأكدت آل مشيط وجود العديد من المفاهيم الخاطئة لدى السيدات والمعتقدات التي تكرس فكرة الابتعاد عن الأشعة، وأنها مسببة للسرطان وغيرها من المفاهيم الخاطئة لدى السيدات حول هذا المرض، مبينة أن هذه المفاهيم الخاطئة هي التي تدعو المرأة إلى الإحجام عن الكشف المبكر، مشددة على دور وسائل الإعلام في التعريف بهذا المرض وتفنيد هذه المعتقدات الخاطئة.

وقالت إن الاكتشاف المبكر للمرض يؤدي إلى الشفاء بنسبة 97%، وإن المشكلة في المملكة هي أن معظم الحالات (70% منها) تصل في مراحل متقدمة مما يؤثر على فرصة الشفاء، كما أن التركيز على سرطان الثدي أيضا لأن الوضع الصحي عندنا أخطر من غيرنا.





أعراض المرض

وعن الأعراض والتغيرات التي توجب الفحص أبانت مشيط أن "وجود كتلة في الثدي أحد الأعراض، لذلك فالفحص الذاتي الذي تقوم به المرأة كل شهر للثدي مهم جدا لتتعرف على طبيعة ثديها، وملاحظة أي تغيير يستجد عليه، مع العلم أن 90% من الكتل والأورام الموجودة بالثدي هي أورام حميدة، أيضا إفرازات الحلمة وتغير لونها أو انكماشها أو تشقق الجلد حولها قد يمثل دليلا على الإصابة".

وأضافت أن "الألم لا يعني بالضرورة وجود ورم، وتورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط من الأعراض التي توجب استشارة الطبيب".