الرجل الشرقي لايعتذر، ويعتبر ذلك إنقاصا لشخصيته ومقامه أمام الزوجة. والزوجة تتبع نصائح أمها بعدم المبادرة بالاعتذار لزوجها، وكثيرا منا يجهل قيمة فن المبادرة بالاعتذار، وكونه مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية، وأن الاعتذار فن لا يتقنه الجميع.

وترى أخصائية علم الاجتماع مطيعة الغامدي أن المبادرة بالاعتذار من أحد الطرفين لها أهمية بالغة في التقليل من المشاكل الزوجية والتراكمات السلبية التي قد تفسد تلك العلاقة المقدسة. وتتابع: العلاقة الزوجية من أسمى وأقوى العلاقات البشرية، والمودة والمحبة هي الأساس لذلك الرابط المقدس. وتقول: هناك طرق متعددة للاعتذار لكن الأهم أن يتم الاعتذار قبل النوم من أحد الطرفين قبل أن ينتهي اليوم وتترحل المشاكل إلى اليوم التالي وتكبر فهي ككرة الثلج.

وتقول أم مهند "معلمة علم نفس": لماذا دائما يطلب من الزوجة المبادرة بالاعتذار، ولماذا لا يكون الزوج هو المبادر؟. وتضيف: الرجل الشرقي يتصف بالجبروت داخل البيت، ويعتبر الاعتذار لزوجته وشريكة حياته تقليلا من قدره، وأن الاعتذار لزوجته قد يجعلها تنتشي بفرحة الانتصار عليه وتلغي شخصية "سي السيد" وكأننا في ساحة معركة.

وتقول ليالي "زوجة وطالبة جامعية": إن أبادر بالاعتذار لزوجي وهو المتسبب في الشجار فهذا أمر يصعب تقبله، وتضيف: مازلت أتذكر نصائح والدتي عن عدم الخضوع للرجل والتنازل عن أبسط الحقوق. وترى ليالي أن المخطئ هو من يجب عليه المبادرة بالاعتذار ولا شيء غير ذلك. وسائل غير مباشرة للاعتذار وتقول أم خالد "ممرضة": هناك أساليب متعددة للاعتذار من قبل الزوجة غير الكلمات المعتادة "سامحني، أنا متأسفة..." وهي أن تكون بأبهى حلة عند عودة زوجها إلى المنزل، فالكثير من الصديقات في العمل وجدن هذا السلاح من أبسط وسائل الاعتذار ويغني عن كلمات الاعتذار الروتينية.

وترى أم لجين "معلمة" أن للهدية دورا فعالا في الاعتذار من قبل الطرفين، وهي توفر الوقت والجهد والإحراج لكليهما، وتعتبر الهدية من وسائل الاعتذار المميزة، وتعبر عن الاعتراف بالخطأ بطريقة غير مباشرة. وتقول أم هاجر: إن لها وسيلتها الخاصة في تقديم الاعتذار لزوجها وتراها ناجحة جدا، فهي تعرف أن نقطة الضعف في زوجها هي هاجر ابنتهما البالغة من العمر 5 سنوات منذ ولادتها فتستخدمها كحلقة وصل لتقديم الاعتذار.

وتقول"أم عبدالله" : لا اعتذر بطريقة مباشرة لزوجي حفاظا على كبريائي، ولكن أقوم باختلاق مشكلة في محيط عملي وبأنني تعرضت للظلم والقسوة من قبل مديرة المدرسة وأظهر له أنني المظلومة والمغلوبة على أمري، ومن ثم أجده وبشكل غير مباشر يتفاعل معي ويبادلني النقاش ويحاول أن يخفف علي، بعدها أقوم بانتقاء العبارات المنمقة، وأنني لا ستطيع الاستغناء عن اقتراحاته. وتتابع: هذه الطريقة قمت بتعميمها على الصديقات خاصة المتزوجات حديثا وكانت ناجحة إلى حد كبير معهن.

أما فايز العبدلي فيقول: لا أرى عيبا في الاعتذار للزوجة إذا كان الرجل مخطئا ولكل طريقته، أما أنا فطريقتي الخاصة في تقديم الاعتذار لزوجتي هي أن أحضر لها حلوى الهريسة بعد كل مشاجرة أثناء عودتي إلى المنزل، هذه الطريقة اعتمدتها منذ سنوات، وأسفرت عن نتائج مرضية.