أبدى قائد الاتحاد والمنتخب السعودي السابق أحمد جميل سعادته واعتزازه بما يحظى به من محبة جماهيرية على الرغم من ابتعاده عن النادي منذ فترة ليست قصيرة، موضحاً أن حفل اعتزاله بات في طي النسيان، وربما لن يقام في ظل الوعود الوهمية التي قطعها كثير من رجالات النادي الذي يريدون أن يصلوا لأهداف خاصة وشخصية جراء إطلاقهم لها.

وأشار جميل في حواره مع "الوطن" إلى أن الاحتراف المطبق حالياً في الملاعب السعودية عمره قصير ولا يمكن الوثوق به لأنه ينتهي مع توقف اللاعب عن مزاولة كرة القدم، ناصحاً اللاعبين أن يؤمنوا مستقبلهم جيداً قبل اعتزالهم كرة القدم، وألا يهدروا الأموال التي يحصلون عليها في السفر والملهيات التي لا تخدمهم على المدى البعيد.

وأكد جميل أن مستوى الاتحاد الحالي لا يبشر بخير مع قيادة المدرب البرتغالي مانويل جوزيه للفريق واصفاً إياه بـ"العنيد"، لافتاً إلى أن نجوم الفريق يشعرون بالتفرقة فيما بينهم بسبب المدرب الذي لا يمنحهم فرصة للظهور والتألق مع الفريق وتحديداً الثنائي عبدالملك زياييه وأحمد حديد.

كل هذه الحكايات وغيرها تطالعونها في السطور التالية:

بداية.. أين أحمد جميل الآن؟

- متواجد في قلوب الجماهير الاتحادية، وهذا ما جنيته طوال مسيرتي الكروية في نادي الاتحاد، وما أشاهده يومياً عند مقابلة الناس في الطرق العامة شيء يدعو للسرور، فهناك من يقدر ما قمت به كلاعب، وهذا يدعوني للاعتزاز بنفسي على الرغم من أنني بعيد عن الملاعب وأزاول حياتي اليومية كأي شخص عادي.

لاعب بحجمك خدم الاتحاد من درجة الناشئين وصولاً للفريق الأول، ومن ثم للمنتخب الوطني وحققت إنجازات محلية وعربية وقارية، برأيك، ألا تستحق أن تكرم بحفل اعتزال لائق؟

- اعتزالي أصبح ورقة لمن يريد تحقيق هدف ما، وهناك من يلعب على هذه الورقة لغاية في نفسه، لكن سرعان ما يذهب الأمر أدارج الرياح، وقد سمعت كثيراً من الوعود لكن للأسف لا أحد يفي بها، وأشكر الله أنني أخلصت لشعار النادي ولا أبحث من اعتزالي عن دعم مادي بقدر ما هو معنوي.

وماذا يريد أصحاب الوعود من أحمد جميل؟

- الجميع يعرف أنني لست من اللاعبين الذين يتوددون لأصحاب القرار أو يطبطبون لهم لأجل مهرجان اعتزال، ومن يريد تكريمي سأقول له شكراً، ومن لا يريد أرجو ألا يستغل عذر اعتزالي للوصول إلى هدفه، بالنسبة لي يكفيني حب الجماهير، أما اعتزالي فأرى أنه أصبح في طي النسيان مع هذه الوعود الوهمية.

ما رأيك بمسألة الاحتراف الحالية المطبقة في ملاعبنا السعودية؟

- الاحتراف عمره قصير، ولا يمكن الوثوق به وليس له أمان، لأنه ينتهي بنهاية توقف اللاعب عن مزاولة كرة القدم، والنجومية والأفراح تنتهي وتنسى سريعاً، فكم من لاعب كانت له صولات وجولات في الملاعب والآن يبحث عن وظيفة أو من يسدد له إيجار منزله، وأطالب اللاعبين أن يدركوا ذلك جيداً وأن يفطنوا لهذه المسألة كثيراً، ولذلك عليهم أن يؤمنوا أنفسهم طالما هم مبدعون فالأندية لا تحترم أو تقدر اللاعب إذا هبط مستواه، وسترميه عظماً بعد أن تنهشه لحماً، وينتهي به المطاف خارج أسوارها، وطالما أنك نجم يتقرب منك الشرفيون وتقف الإدارة معك ولكن من أجل أهدافهم وليس لأجلك.

بماذا تنصح اللاعبين؟

- بعدم هدر أموالهم في السفريات والملهيات، وعليهم تأمين مستقبلهم، فالنجومية لا تدوم، ومن يقف معك وأنت لاعب سيتهرب منك بعد انتهاء مشوارك ويتجاهلك، ولا تغرك الضحكات والابتسامات الآنية، لأن كل هذا سيتلاشى وسيتنكر لك كثيرون ويتناسونك بعد انتهاء نجوميتك.

لنعد للاتحاد، ما رأيك بالمستويات التي يقدمها هذا الموسم بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه؟

- مع الأسف ما يقدمه الاتحاد هذا الموسم لا يبشر بخير، بسبب عناد المدرب وأسلوبه، وأعلم أن اللاعبين غير مرتاحين معه لأنه يخلق فجوة بينهم، وهناك أشخاص من داخل النادي يحاولون محاربة بعض اللاعبين، وتركوا المدرب يفعل ما يشاء دون حسيب أو رقيب، ولو تلاحظ أن الروح المعنوية في الفريق شبه معدومة، والكل يعرف أن مصدر إبداع الاتحاد هو روح اللاعبين، وأعتقد أن جوزيه لن يطور من مستوى الفريق، كونه مدربا حقق كل شيء وانتهى طموحه، وليس له بصمة مع الفريق الذي خدمه الحظ عدة مرات لتحقيق الفوز هذا الموسم.

لماذا كل هذه التحامل على المدرب؟

- لأنه يحارب بعض النجوم أمثال الجزائري عبدالملك زياييه، ويقوم بإشراكه لمدة معينة ثم يخرجه، وهذا دليل على محاربته له، إضافة إلى ما يقوم به مع العماني أحمد حديد الذي جعله حبيساً في مقاعد البدلاء رغم تميزه الواضح الموسم الماضي، ولم يمنح اللاعبين فرصة كافية لإثبات قدراتهم الفنية، في الوقت الذي أرى أنه يمنح مواطنيه باولو جورج ونونو أسيس فرصة تلو الأخرى على الرغم من أنهما عاديان جداً ولن ينهضا بالفريق الاتحادي.

هل تؤيد ما يقال حول المشرف على الفريق محمد الباز، من أنه قليل الخبرة، ولا يستطيع تغيير وجهة نظر المدرب وتقريب وجهات النظر بين اللاعبين ومدربهم؟

- أنا احترم كل الأشخاص الذين يعملون في النادي، ولا أحب أن أعطي رأيي من أجل ألا يفهم بشكل خاطئ، لكني أطالب الاتحاديين بالانتباه لمستقبل فريقهم الذي أراه في خطر كبير مع جوزيه.