منذ ساعات الفجر الأولى تنطلق وسائل النقل في الجبيل الصناعية عبر شوارع تحتضنها الورود والأشجار. حافلات المدارس والروضات، والعمال، وسيارات الموظفين والموظفات، وعشاق الرياضة الصباحية، ورجال الأعمال. تنطلق في إطار من الزهور والخضرة على امتداد الطرق حتى الوصول لمقرات العمل. صورة من الجمال تختزلها النفس، وتسجلها لا إراديا في كوامنها، فتنعكس آثارها على كافة مستخدمي الطريق طيلة اليوم، لتكوّن نفسية مستقرة، وروح متفائلة شعارها العطاء والابتسامة.

ويقول رئيس قسم التشجير بإدارة التشجير والري بالهيئة الملكية في الجبيل المهندس أحمد الفرهود إلى "الوطن": التشجير والتخضير في الجبيل الصناعية استراتيجية وهدف رئيس في تخطيط المدينة، حيث يوفر الجمال والأوكسجين، والتخفيف من انبعاث الغازات الصناعية التي لا تتجاوز المقاييس العالمية، وكذلك مقاييس الهيئة الملكية للمحافظة على التوازن البيئي في المدينة. فلدينا خطة تستهدف شغل كافة المساحات الترابية في الأحياء والطرق السريعة والمنتزهات بالأشجار والمسطحات الخضراء تكتمل خلال 3 سنوات، وقد تم خلال الشهور الثلاثة الماضية زراعة أكثر من 100 ألف شجيرة، وتغطية نحو 500 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء، ونسعى للمنافسة على المركز الأول بين أجمل 5 مدن في الشرق الأوسط في مجال التشجير والتخضير. ويضيف الفرهود هناك خطة تستهدف تغطية 20% من الجبيل الصناعية خلال 3 سنوات سيتم خلالها زراعة أكثر من 50 ألف شجرة. وتفتخر الجبيل الصناعية أنها تحتضن حوالي مليون ونصف شجرة وشجيرة دائمة الخضرة، ومسطحات خضراء بمساحة 1.144.593 مليون متر مربع.

ومن جانبه قال الدكتور صالح الرميح أستاذ علم التنمية بجامعة الملك سعود بالرياض لـ"الوطن" لا شك أن هناك علاقة طردية بين الصناعة والنمو الحضري والمدينة، فالجبيل الصناعية أنشئت وفق تخطيط استراتيجي استهدف تحقيق هذه العلاقة فراعى أبعاد كثيرة ، أهمها البعد البيئي ، وتوفر الكهرباء والمياه، والتخلص من النفايات، وكذلك ازدحام الطرق، ومكافحة التلوث، والتلوث الضوضائي، والتخطيط للوقت واستثماره بهدف للتخلص من (غضب الطريق) الذي يعد مشكلة عالمية في كثير من المدن ، وكل ذلك لكي ينعم الناس بالعطاء والروح العالية في الإنتاج.