أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس أن الخيار الأول للقيادة الفلسطينية هو استئناف مفاوضات السلام شرط وقف الاستيطان الإسرائيلي مشيرا إلى أنه في حال فشلها سيطالب الفلسطينيون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في رام الله إن "أول الخيارات المقبولة بالنسبة للعملية السلمية هي أن تتوقف إسرائيل عن الاستيطان وتجمده من أجل استئناف المفاوضات".
وأضاف "تحدثنا مع الوفد المصري عن الخيارات وأولها العودة للمفاوضات وإذا فشلت نطلب من الولايات المتحدة وجود الدولة الفلسطينية والاعتراف بالدولة الفلسطينية والاعتراف بها على حدود عام 1967، ثم (لدينا) خيار مجلس الأمن الدولي. لكن نحن نركز اهتمامنا على المفاوضات ولا يمنع أن نحضر لخياراتنا".
واجتمع عباس أمس مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان خلال زيارتهما الأولى إلى رام الله منذ تولي عباس رئاسة السلطة الفلسطينية، وشملت المباحثات مسار مفاوضات السلام المباشرة التي استؤنفت في سبتمبر والمتعثرة بسبب استئناف الاستيطان الإسرائيلي، وجهود المصالحة الداخلية الفلسطينية التي ترعاها مصر.
وقال عباس "يتحدث (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو) عن الأعمال الأحادية الجانب واستغربت ماذا يعني بها إذا كان (يعني) خيار التوجه إلى مجلس الأمن فهذا خيار سيحصل بعد عدة أشهر، لكن إسرائيل تقوم كل يوم بأعمال أحادية الجانب من استيطان واجتياحات وغيرها".
وتابع "نتنياهو يتحدث أن على الفلسطينيين أن يلبوا التزاماتهم في خارطة الطريق نحن نتحدى إن كان التزام واحد علينا لم ننفذه في الاتفاقيات أو خارطة الطريق. ونتحدى إسرائيل إذا نفذت التزاما واحدا. لكن نحن مصممون على الوصول إلى سلام من خلال المفاوضات وعملية السلام معتمدين على إرادة شعبنا والمجتمع الدولي".
واعتبر نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب في تصريح لفرانس برس قبل اللقاء أن زيارة أبو الغيط وسليمان تعتبر "رسالة سياسية إلى القيادة الفلسطينية تؤكد دعم القيادة المصرية وهي رسالة للمجتمع الدولي ولإسرائيل وتؤكد أن الكرة في الملعب الإسرائيلي".
وبعد الضفة الغربية، زار أبو الغيط وسليمان الأردن حيث استقبلهما الملك عبدالله الثاني الذي حذر من أن الفشل في تحقيق السلام سيبقي الشرق الأوسط "رهينة للتوتر وعرضة للمزيد من العنف والصراعات".
واستعرض خلال اللقاء "الجهود المبذولة لتجاوز العقبات التي تعترض استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل بحيث تنطلق وفق مرجعيات واضحة وتعالج جميع قضايا الوضع النهائي بهدف الوصول إلى حل الدولتين".