تذهب بعض التوقعات في العاصمة الأميركية إلى انتظار موقف أكثر تشددا من إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه إيران عقب انتهاء انتخابات الكونجرس النصفية، إلا أن تقارير نشرت في الولايات المتحدة قدمت ملامح أولية للعرض الدولي الجديد الذي سيرسل لإيران بهدف استئناف المفاوضات حول برنامجها النووي.

وانتشرت في واشنطن توقعات غير محددة المصدر تشير إلى أن الإدارة الأميركية ستقع تحت ضغط أكبر مع النجاح الذي ينتظر أن تحققه المعارضة الجمهورية في انتخابات الكونجرس بعد أيام بسبب الاتهامات المتواترة التي توجهها المعارضة للبيت الأبيض بالضعف في مواجهة طهران. وفيما يبدو من المنطقي أن تتبدل موازين القوى في واشنطن بعد الانتخابات على نحو ينعكس على مواقف الإدارة تجاه إيران، فإن الملامح الأولى لذلك ظهرت في تقارير تشير إلى أن الإدارة ستقدم لطهران عرضا أقل كثيرا مما سبق أن رفضته من قبل.

وتوضح تلك التقارير أن العرض سيطلب من طهران إرسال 4400 رطل من اليورانيوم منخفض التخصيب بدلا من 1200 سبق تحديدها فيما يسمى عرض البرادعي قبل عام والمبادرة التركية – البرازيلية بعد ذلك. وقد رفضت طهران العرض الأول فيما رفضت واشنطن الثاني.

وقالت التقارير إن العرض الجديد يتضمن ضرورة أن توقف إيران كل عمليات التخصيب لمستويات 20% وأن تكتفي بالتخصيب المنخفض وأن تقبل بالتفاوض الصريح حول مآل برنامجها النوي بأكمله.

وأوضح خبراء في قضية البرنامج النووي الإيراني أن تشدد العرض الجديد يعكس حقائق اللحظة الراهنة إذ تشير تقديرات وكالة المخابرات المركزية إلى أن العقوبات المفروضة على إيران تؤثر بقدر كبير على أداء الاقتصاد هناك فضلا عن أن البرناج النووي يواجه عقبات تكنولوجية تتيح قدرا أكبر من الوقت. فضلا عن ذلك فقد أعاد مسؤولون أميركيون التأكيد على أن الخيار العسكري للتعامل مع طهران لا يزال مطروحا بل إنه يعود ببطء إلى دائرة النقاش طبقا لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" التي نشرت تصريحا لمسؤول لم تسمه قال فيه "أمام إيران عام لاستكمال الوقود النووي الكافي لصنع قنبلتين. وفترة العام فترة طويلة نسبيا وهي تكفي الولايات المتحدة وإسرائيل للقيام بعمل عسكري لوقف البرنامج".

وكان السيناتور الأميركي جوزيف ليبرمان طالب في تصريحاته خلال ندوة نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في البحرين بضرورة ضرب إيران. وقال "إن المنطقة الآن تواجه خطر البرنامج النووي الإيراني، منوها إلى أن أميركا لن تتردد في استخدام الخيار العسكري ضد إيران إذا لم توقف إيران برنامجها النووي".

في مقابل ذلك أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن بلاده قادرة على تحويل كل التهديدات والضغوط ضدها إلى فرص للتطور المتزايد.

وأضاف "إن تطبيق برنامج الخطة العشرينية للبلاد مرهون بأحداث تغييرات دولية". واعتبر قادة عسكريون إيرانيون أن التصريحات الأميركية الجديدة تأتي في إطار الحرب النفسية التي تقوم بها واشنطن ضد طهران لإجبارها على التراجع عن برنامجها النووي.