قال رئيس المخابرات البريطانية جون سويرز أمس في أول كلمة يلقيها رئيسا لهذا الجهاز أثناء وجوده في الخدمة: إن الإرهابيين قد يستهدفون الغرب مجددا "بثمن بشري باهظ" لكن الانتشار النووي الذي تمارسه الدول خطر أبعد مدى بكثير.

وأضاف سويرز في الكلمة التي ألقاها أمام جمعية رؤساء التحرير في حدث استضافته تومسون رويترز في مقرها بلندن: أن مخاطر الإخفاق في التعامل مع ممارسات دول مثل إيران للانتشار "مروعة".

ومضى يقول: "الإرهاب صعب بما فيه الكفاية وعلى الرغم من جهودنا الجماعية فإنه قد يحدث هجوم. سيكون الثمن البشري باهظا. لكن بلادنا ونظامنا الديموقراطي لن يسقطا بهجوم إرهابي".

وأضاف سويرز الذي يرأس الجهاز المعروف باسم (إم آي 6) الذي تشكل قبل قرن: إن "مخاطر انتشار الأسلحة النووية والأسلحة الكيماوية والبيولوجية أبعد مدى. يمكن أن تغير ميزان القوى في منطقة بالكامل".

وتابع: أن الإخفاقات المخابراتية بشأن العراق قبل غزو عام 2003 تظهر "للساسة والمسؤولين على حد سواء" مدى أهمية تقييم مصادر المعلومات بدقة.

وكان تحقيق بريطاني قاده المسؤول الحكومي السابق اللورد باتلر قد ذكر أن هناك "نقطة ضعف خطيرة" وهي أن تحذيرات رؤساء أجهزة المخابرات لم ترد في ملف سبتمبر 2002 الذي تضمن مبررات الحكومة في نزع سلاح الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وقال سويرز: إن مراجعة باتلر "تذكرة واضحة للأجهزة ولقلب الحكم من ساسة ومسؤولين على حد سواء بكيف يجب التعامل مع معلومات المخابرات".

وتابع: أنه واثق من أن الجهاز الذي يرأسه نفذ توصيات تقرير باتلر الذي حث على اتخاذ خطوات لضمان "التدقيق والتحقق الفعال من مصادر المخابرات البشرية" للتأكد من أن مصادرها ملائمة.

وعن الإرهاب قال سويرز: إنه من غير المرجح أن يحقق تنظيم القاعدة أهدافه بإضعاف نفوذ الغرب وإسقاط الحكومات العربية المعتدلة.

وأضاف: أن من غير المرجح أن يخبو التهديد الذي يمثله ما ادعاه "الإرهاب الإسلامي" قريبا. وتابع: أن قراءة التقارير عما يخطط المتشددون لعمله هو الجزء الأكثر إجهادا من وظيفته. وقال: "العمل من أجل التعامل مع الإرهاب في الخارج معقد وكثير ما ينطوي على مخاطر. عملاؤنا وفي بعض الأحيان موظفونا يجازفون بأرواحهم".

وأضاف: أن ظهور حكومات أكثر انفتاحا وتجاوبا في العالم الإسلامي على مدار الزمن سيساعد في مكافحة الإرهاب، غير أنه أكد أن التحول المفاجئ في هذا الاتجاه قد يزيد الأمور سوءا.

ومضى يقول: "إذا طلبنا الانتقال فجأة إلى التعددية التي نتمتع بها في الغرب.. فسينتهي الأمر بإتاحة فرص جديدة للإرهابيين".

ودافع سويرز عن المخابرات البريطانية في مواجهة مزاعم من قبل جماعات للدفاع عن حقوق الإنسان بالضلوع في انتهاكات ارتكبت بحق سجناء في الخارج من قبل شركاء بريطانيا من أجهزة المخابرات الأجنبية.

وقال: "التعذيب غير قانوني ومقيت تحت أي ظروف وليست لنا أي علاقة به".