نردد دائماً أن "السفر قطعة من عذاب"، والصحيح أن قطع العذاب نجدها متراكمة في مؤسساتنا الخدمية!

حين تتجول في الإدارات الحكومية ستجد الكثير من قطع العذاب التي لا دخل للنظام بها سوى بعض الأنظمة القديمة، لأنها من صنع مسؤولي تلك الإدارات وموظفيها!

ستحصل على قطعة عذاب معتبرة حين تفكر بتجديد جواز السفر لك أو لأحد أفراد عائلتك خلال إجازة الصيف في أي مديرية للجوازات، وستزداد قطع العذاب إذا أجبرك القدر على تجديد الجواز في محافظة حفر الباطن لأن جوازات حفر الباطن تتميز بسوء المبنى الواقع في مكان يصعب الوصول إليه ويستحسن أن تذهب إليه بسيارة تاكسي لأنك لن تجد موقفاً لسيارتك، كما يستحسن أن تأخذ كرسياً معك لتجلس عليه بانتظار إنهاء معاملتك وربما تحتاج إلى سرير لأن الجواز سيبقى عندهم إلى الغد!

ومن قطع العذاب التي تتفنن بها مؤسساتنا الخدمية، وستتذوق طعمها حين تذهب إلى "الأحوال المدنية" لتجديد الهوية أو إضافة مولود في أي منطقة أو محافظة، والغريب أنها كلها تتشابه في أن الموظف غير متواجد على مكتبه!

وأكثر قطع العذاب ستجدها في مكاتب العمل والعمال، وأقلها ستجدها في "المرور" الذي تطور أداؤه كثيراً، إلا أن بعضا من موظفيه يحتاجون لتدريب ليتوافقوا مع تطور إدارتهم، وتمتاز مكاتب العدل بأطول قطعة عذاب لأن إجراءاتها طويلة، فلنقل ملكية عقار تحتاج إلى التردد على 5 مكاتب على الأقل ولو بقيت في مكتب 10 دقائق ستمضي 50 دقيقة!

يا مسؤولينا.. أرحمونا من قطع العذاب رحمكم الله.