أوصت ندوة التنمية العمرانية بتأهيل كوادر شباب الأعمال في مجال التسويق العقاري بدلا من اللجوء للشركات الأجنبية، واستحداث برامج في التطوير العقاري على مستوى الدراسات العليا والبكالوريوس. وطالبت بإطلاق مشروع مشترك بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية لإيجاد مواصفات فنية وهندسية لمسكن اقتصادي آمن وصديق للبيئة، ودعا المشاركون في بيانهم الختامي إلى توفير الخدمات كافة وفرص العمل لأهل الأطراف والقرى للحد من هجرتهم إلى المدن الرئيسية. وأكدوا على ضرورة تطوير وتحديث قوانين وآليات البناء بما يتناسب مع المعطيات الجديدة والتغيرات الاجتماعية، بما يحقق متطلبات التنمية المستدامة والاستقرار.

كما أوصت الندوة التي اختتمت فعالياتها أمس بـ"تبني تصور مستقبلي لقضايا العقار والإسكان يحقق شروط الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وبطريقة علمية وواقعية بعيدا عن الاجتهادات الفردية والقرارات العشوائية، وفي إطار استراتيجي شامل، يضمن التمازج والتناغم بين طموحات قطاع التطوير العقاري من جانب، وتطلعات المجتمع في توفير البيئة الإسكانية المناسبة للفئات كافة من جانب آخر، مع وجود دور واضح للمشاركة الشعبية في وضع مخططات التنمية على مستوى التخطيط والتصميم والتنفيذ".

وشددت توصيات الندوة التي أقيمت بمقر غرفة الشرقية الرئيسي بالدمام خلال الأيام الثلاثة الماضية على "ضرورة الارتقاء بنظام تعليمي وممارسة التطوير العقاري، وربطه بالتخصصات والمعارف ذات العلاقة مثل العمارة والتشييد، والتخطيط العمراني، وإدارة الأعمال والاقتصاد وغيرها، يعتمد على فهم ومراعاة الأبعاد الإنسانية للمجتمع وقوى السوق المحلية والعالمية مع تأهيل كوادر الشباب للعمل في مجال التسويق العقاري، بدلا من اللجوء للشركات الأجنبية واستحداث برامج في التطوير العقاري على مستوى الدراسات العليا والبكالريوس".

وأكدت الندوة ـ التي شهدت مشاركة حوالى 70 متحدثا وتم عرض أكثر من 30 ورقة عمل ـ على "أهمية القطاع العقاري الإسكاني، باعتباره رافدا هاما وضروريا لخدمة المجتمع، وسد حاجة أساسية لا غنى عنها لحياة المواطن واستقراره، فضلا عن كونه مصدرا أساسيا للمعاملات الاقتصادية والاستثمارية بالمجتمع مع عدم استغلاله كسلعة للربح المادي فقط".

ورغم تأكيد الندوة على "ضرورة الاستفادة من التجارب العربية والعالمية في مجال القطاع العقاري سواء فيما يتعلق بالتخطيط أو الإدارة أو التطبيق" إلا أنها شددت على "عدم الانبهار بالنماذج الغربية الحديثة بما في ذلك الارتفاعات الشاهقة والاتجاه إلى العمارة المحلية المستمدة من ثقافة المجتمع وتراثه وموارده المتاحة".