(الجمعة سنتمسمر جميعنا على شاشات التلفزة... بالنسبة لي لن أسمح للمشاغبين بالتشويش على قناعاتي في نهائيات كأس العالم 2010 بأن البرازيل وإسبانيا ستكونان نجمتي المونديال.. كل شخص أدرى بشعابه، وأنا أدرى بالفرق التي ستمتعني بلعبها على أساس فهمي المتواضع بخطط اللعب، كما تعجبني بصراحة القوة البدنية والسرعة في توزيع الكرة بين اللاعبين في هذين المنتخبين.

صحيح أن جنوب إفريقيا البلد المضيف لن تستطيع وبقناعة تامة أن تخرج بنتائج مثالية لهذا المونديال، وقد بدأت بعض المشاكل لديه قبل أن يبدأ المونديال، لكن المونديال سيكون له رونقه الخاص الذي لا يتنازل عنه والله يعينك يا بلاتر حتى آخره، وأن يكون عز وجل مع كل الفرق حتى تتفرغ لتقديم الأفضل.

قد تعتقدون أن هذا الكلام لي ولكن أقسم لكم إنه لا علاقة لي به لا من قريب ولا من بعيد إنما حدثتني به سيدة في الخمسين من عمرها تقريباً ليس ذلك فحسب بل فصّلت وضع كل المجموعات وفق رؤيتها الخاصة، والمفارقة هنا أن زوجها يتمنى لو يحضر برنامج (سيلفجن) ليل نهار ولا يحضر مباراة واحدة، وبالمناسبة برنامج (سيلفجن) لمن لم يره مخصص لحياة الحيوانات في الغابة... وحلّوها إذا بتحلوها!!... هنا المسألة معكوسة والسيدة تضع على رقبتها وشاح البرازيل وترفع يافطة مكتوبا عليها.. كرة القدم ليست حكراً على الرجال.

اتصلت بها أمس أيضاً لأعرف كيف ستتصرّف في هذا الاختلاف الجذري بين الرأيين، فأكدت أنهما حتى تلك اللحظة لم يجدا حلاً وهما غير قادرين على شراء عدتين كاملتين من تلفاز \وريسيفر وصحن التقاط وإبرة وكرت جزيرة، وما زالا محتارين ولا يتنازل أحدهما للآخر، فحاولت أن أتوسط بينهما، ولأنني مع المونديال قلباً وقالباً رسمت للزوج صورة رائعة عن مونديال 2010 ووصلت إلى حدّ اختراع قصص قد لا يكون لها وجود، دون فائدة.. وحاولت أن أقنعه أنني وزوجته سنكونان مسؤولتين عن شراء كل أغراض بيتهما وندفع كل الفواتير المستحقة، دون فائدة.. حاولت أن أجعل زوجته تقسم له إنها ستكون مطيعة له شهراً كاملاً دون نكد ولكن دون فائدة أيضاً... كل مقترحاتنا لم تفلح بثني الزوج عن قراره، ما أغضب الزوجة كثيراً وصرخت في وجهه قائلة: والله العظيم لن أبقى في البيت.. وحملت أمتعتها وغادرت فركضت وراءها وسألتها: إلى أين: فأجابت: لبيتك... ألن تتابعي المونديال؟... سنتابعه معاً!...

المشكلة... أنني توقعت كل شيء إلا هذا!!...