الأفلام الجيدة قليلة بل نادرة، ولذا حاولت اصطياد بعضها وأنصح من يريد أن يرى بعض الأفلام الجيدة بباقة منها آمل ألا أكون قد ضللت السبيل.

ـ (سيرانو دي برجاك): قصة الضابط الفرنسي بأنف طويل يحب ابنة عمته ولا يبوح بالحب لها من أجل أنفه الخجول به، بل يضحي بحبه من أجل شاب استهوته الفتاة؛ فيكتب نيابة عنه شعره الباكي، ثم يموت الشاب في معركة ثم تعتزل الفتاة الحياة في دير، ثم يزورها سيرانو في الدير ويقرأ أشعاره في الظلام فتعرف بنت العم الحقيقة ولكن وهو يجود بأنفاسه الأخيرة بين يديها!

إنها قصة حب وتراجيديا تذكر بقيس وليلى من التراث العربي.

ـ (سيداتي سادتي أو لالا شافية): عن رجل لص محترف أفاق يجوب البحار ليجتمع بمغنية فرنسية (باتريشيا كاس) وكلاهما يعاني من فقدان الذاكرة ليتحابا وينجو بعملية من ورم دماغي، ويتابعا الرحلة في اليخت إلى جزيرة السعادة.

ـ (الرائد بايك): قصة مريعة عن تجربة نفسية لضابط أمريكي يقع في يد النازيين قبل سقوط الرايخ الثالث، الذي يوحي طبيبهم له بأن الحرب انتهت من أجل الوصول إلى خطة النورماندي، ثم يكتشف الحقيقة فيهرب ولا يصدق حين يدخل مشفى الحلفاء أنه لن يدخل تجربة ثانية بنفس الطريقة؛ فقد كان في مشفى حلفاء مموه بعلم أمريكي وممرضات ينطقن الإنجليزية.

ـ (صوت الموسيقى Sound of Music): عن رجل ضابط نمساوي صارم عنده سبعة أطفال أتى لهم براهبة تعلمهم الموسيقى لتقلب حياتهم رأسا على عقب.

ـ (التيار السابع Seventh Stream): عن قصة اختلطت فيها الحقيقة بالخيال، عن الفقمة التي تتحول بشرا سويا مع مرور التيار السابع للمحيط على شاطئ ايرلندا، والتي لم تكن سوى فتاة في غاية الجمال ابنة ملك الفقمات السيلكيز لتجتمع برجل محطم القلب بعد خسارة زوجته لتعيد له قلبه وحياته والبهجة، ولكن لتبدأ رحلة الموت ما لم تعد إلى المحيط الصاخب.

هنا يبرز معنى الحب تماما بالعطاء فكل يريد إسعاد صاحبه ولو بموته، وأخيرا يأخذها إلى المحيط لتعيش، وهي تلقي بنفسها في المحيط لتنقذه وتعيده إلى الحياة، ثم ليتأمل كل صاحبه من بعد، الفقمة من الماء والرجل من الشاطئ فقد نجا الاثنان وعاشا بفضل الحب.

ـ (نهاية القياصرة): وفيه تبرز سخرية القدر من رجل مشعوذ اسمه (راسبوتين) يتسلل إلى حياة زوجة نيقولا الثاني قيصر روسيا فيعبث بالطبقة المخملية، مدعيا قدرة شفاء الكسي ابن القيصر المصاب بمرض الناعور (عدم تخثر الدم) ثم يظهر للسطح لينين والثورة، وتنتهي العائلة قتلا في كاترين بورج في ليلة لا تنسى؛ فلا يبقي الشيوعيون ولا يوفرون حياة أحد بمن فيهم الطبيب والخادم المرافقين، وبذلك تدفن جثث الجميع في مقبرة مجهولة لتكتشف مع تسعينيات القرن وأفول نجم الشيوعية مع فقدان واحد، وهي قصة الأميرة انستازيا المختفية التي لم تمت في المذبحة، وحولها روجت الأساطير ومثلت فيلما، وظهر للسطح في برلين من يدعي أنها الأميرة المفقودة، ليثبت الطب الشرعي لاحقا بعد موت الأميرة المزعومة من بقايا أنسجة لها أنها ليست من العائلة الفيكتورية (القرابة بين عائلة القيصر والملكة فيكتوريا) ولكن في القضية أموال هائلة من الذهب الذي هربه القيصر إلى بريطانيا في ظروف الثورة!

(أوبنهايمر): إنها القصة السرية في فيلم على أربع حلقات عن كيفية التوصل إلى اختراع القنبلة الذرية الأولى التي كانت على شكلين (الطفل الصغير) و (الرجل السمين) من اليورانيوم 235 والبلوتونيوم 239 الذي تمت صناعته بالمفاعل النووي، ثم كارثة هيروشيما وناجازاكي محولين مئات الآلاف من الأنام إلى رماد ودخان.

(وداعا أيها السلاح): عن تجربة الكاتب والروائي الأمريكي ارنست همنجواي الذي كان في الحرب فأحب ممرضة أكبر منه سنا آثرت عليه طبيبا إيطاليا فيجن جنونه ويتدمر عاطفيا ثم يعكف من هذا اللهيب العاطفي على الكتابة فيبدع ويبحث بعدها عن حبه الضائع بدون أمل بعد أن رفض الممرضة التي حاولت الرجوع إليه لينهي حياته في النهاية منتحرا بعد أربع زيجات خائبة.