لا يمكن للصحف والقنوات الفضائية والإذاعات أن تستمر في عملها دون وكالات الأنباء، فإلى جانب جهودهم في البحث عن الأخبار يستندون إلى الوكالات من أجل تغطيات ومتابعات واسعة وشاملة.
صحيح أن الإذاعات والقنوات سحبت البساط من الصحف لعامل الآنية؛ إلا أن المتشبثين بالورق لا يمكنهم الاستمتاع بها حتى إلكترونياً؛ فقد ألفوا قراءتها بالطريقة التقليدية، حيث ارتبط شراؤها مع بعض الحاجيات المنزلية، بل إن البعض مهووس بمطالعة الصفحتين الأولى والأخيرة وعناوين الرياضة وهو في البقالة، كما أن غالبية المسؤولين لا ترضيهم غير النسخة الورقية ليشاهدوا حجم تغطية مناسباتهم.
القديرة وكالة الأنباء السعودية (واس) مأكولة مذمومة، فهي تغذي وسائل الإعلام المختلفة بالأخبار المنوعة، ومع هذا لم تسلم من النقد الجارح والعابر، حيث تتمثل الانتقادات في رتابة الصياغة التي لم تتغير منذ أن وجدت، فيما أعتقد بالإضافة إلى تأخرها في النشر ـ وإذا نشرت فإن الخبر بنظام التقسيط المنتهي بالتمليك ـ إضافة أولى وثانية وثالثة وعلامة الربط بينها كلمة (يتبع).
(واس) تملك بعض مقومات النجاح لأنها حكومية، ولكن ينقصها المزيد من المؤهلين وصناعة الخبر، حيث تكمن تغطياتها بطلب من الجهات، وإذا حضر الصحفي يبدأ في البحث ورقياً عن كلمات المتحدثين في المناسبة، وإذا صرح المسؤول يمد بيده جهاز التسجيل دون التقدم بأسئلة نوعية تنم عن متابعة.
هذه الآلية كفيلة بتأخير النشر، لاسيما أن القائم بالتغطية ينتظر سيارة الحركة (وسيلة النقل من وإلى المقر) في الوقت الذي أنجز فيه زميله محرر الصحيفة مادته في مقر المناسبة وبعثها عبر الكمبيوتر المحمول لتجد مكانها في النشر.
يجب على (واس) التي آمنت بالفيس بوك الأسبوع الماضي أن تبحر في التطوير مضموناً وأفراداً، استعداداً للخصخصة التي سمعنا عنها في عهد وزير الإعلام الأسبق، وأن تدرك أن الأخبار الإيجابية (التلميع) ليست وحدها الصالحة للنشر، بل عليها تلمس احتياج الوطن والمواطن، والمساهمة في الرقي والرفعة، فهذه أسمى وظائف الإعلام.
ما طرى علم جديد الخبر نفس الخبر.