لم تصادر إسرائيل أرضنا ومياهنا واستباحت سماءنا فقط. تحاول في المرحلة الراهنة، ومع انشغال الإعلام العالمي، بما يجري في العالم العربي، إلى تهريب مشاريعها الاستيطانية.
ليس هذا فقط. تعمل إسرائيل عبر المنظمات الدولية التي تسيطر عليها مباشرة أو بالواسطة، على تشويه الوقائع. فاليونيسكو التي وضعت على موقعها الإلكتروني أن القدس هي عاصمة إسرائيل لم تكن بريئة، بالرغم من التوضيح الذي بثته المنظمة الدولية، الذي اعتبرته كما اعتبره الكثيرون من الإخوة العرب والمسلمين ناقصا. فاليونيسكو تعتبر فقط القدس الشرقية أرضا فلسطينية محتلة وليس القدس بكاملها، وهو ما يناقض قرارات المجتمع الدولي الذي من المفترض أن تكون اليونيسكو إحدى مؤسساته.
لا أدري إذا كانت المنظمات العربية ذات الشأن قد اكتفت بتوضيح اليونيسكو، فلا لجنة القدس بادرت إلى اجتماع طارئ لاتخاذ ما يمكن اتخاذه، ومثلها الجامعة العربية، وكذلك المنظمة العربية للثقافة والعلوم، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكأن ما حصل لا يستأهل التعليق، أو أن ما أقدمت عليه اليونيسكو ليس من اختصاصها.
القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، كما كان واضحا من ردود الفعل، فأخذوا ناصية الكلام ولكن هل من يسمع؟
والقدس ليست قضية إسلامية فقط، فهي مهد الديانتين المسيحية واليهودية، هي إذاً قضية عالمية وإنسانية في آن، من هنا الواجب يستدعي من جميع الدول والمنظمات ألا تساهم في القرصنة الإسرائيلية.