إذا ضبطت "مودك" فلن تجد صعوبةً في تفسير كل مايدور في نفسك، وفي محيطك الأسري، والاجتماعي، والجهوي، والوطني، والإقليمي، والقاري، والعالمي، في ضوء "فرضية الأوتار الفيزيائية"، والبعض يراها "نظرية" مستقيمة!
فإن كنت ترى ـ مثلنا جميعاً ـ أنك سيئ الحظ، وأن الدنيا لم تقدِّر مواهبك، ولم تنصفك الظروف بماتستحق، وهي التي تعطي "الحلق للي بدون ودان"!
كل هذا يمكن تفسيره بمبدأ "الجواب والقرار" في الموسيقى؛ حيث يبدأ اللحن "بجوابٍ" ويتصاعد ويتعقد ثم ينتهي بـ"قرار"! ولايمكن أن يجتمع الجواب والقرار في آنٍ واحد! وبناءً عليه: تكون أنت "الجواب" و"اللي بدون ودان" هو "القرار"! وهو مايتضح أكثر في الحب، وسيرة الحب، وظلم الحب لكل أحبابه! فأكثر العشاق لا تنتهي مآسيهم بالزواج كما يأملون، بل إنهم لايحبون من يريدون إذا بدأ اللحن بهم "جواباً"، ولايستجيبون لمن يحبهم إذا انتهى بهم "قراراً"! وهو سبب كل جنونٍ، حسب "عصفورية القصيبي": "جُنِّنَّا بليلى وهي جُنَّت بغيرنا وأخرى بنا مجنونةٌ لا نريدها!
وما أروع "نزار قباني" إذ يقول:
الحبُّ ليس روايةً شرقيةً * بختامها يتزوج الأبطالُ!
لكنه الإبحارُ دون سفينةٍ * وشعورنا أن الوصول مُحالُ!
إنه ـ حسب فرضية "الأوتار" ـ لحنٌ حزين معقَّد "الجوابات والقرارات"، ولا تكاد تتساءل: لماذا، ومن أين يأتي التعقيد؟ حتى ينقلك اللحن إلى مقطع آخر مُخْـ/ـتَلف! كما حدث مع الزميل/ "أبي الطيب الكذاذيبي"، الذي كلما أرسل شخصاً ما لحبيبته، وبقي "يتراقص" على نار الانتظار، مع الأزمل منه/ "عبدالوهاب الدوكالي"، عاد "مرسول الحب"، وليته لم يعد:
مالنا كلُّنا جَوٍ (أي محترق القلب) يارسولُ؟ * أنا أهوى وقلبُك المتبولُ!
كلما عادَ من بعثتُ إليها * غارَ مني وخانَ فيما يقولُ!
أفسدتْ بيننا الأماناتِ عيناها* وخانت قلوبَهنَّ العقولُ!
حاول ـ إذن ـ أن تقلب اللحن بسرعة الزميلين العزيزين/ "توم وجيري"، فتجعل الجواب قراراً، والقرارَ جواباً، كما فعل الشاعر الجميل/ "عبدالمحسن بن سعيد":
أنا لا من دعيت الله يجيبك زدتني ببعاد * رِح الله لا يردك! يمكن الدعوات مقلوبة!
ولكن تأكد أنك ماإن تنتهي من هذا البيت حتى تنقلب "السمفونية" كركبة مواعين، وصراخاً يمزِّق "طبلة" أذن سابع "متنصِّت"! أنا تقول لي: الله لايردك؟
يا حياتي "مقلوبة"! مقلوبة ولاَّ "صيادية ضبان" أنقـ.. أنقذنا يا "مهند أبودية"!!!!