كثرة أعداد النخل المسن، والطريقة التقليدية لفرز التمور وتعبئتها، مع تزايد المنافسة بين المصانع على حساب الجودة، وغياب التسويق التعاوني، هذه وغيرها معوقات تواجه إنتاج 23 مليون نخلة في المملكة تنتج نحو مليون طن من التمور، ذلك ماأكده رئيس جمعية النخلة في الأحساء وليد العفالق أمام ورشة "تقنيات جني التمور ومعاملات ما بعد الحصاد" التي عقدت في الأحساء أول من أمس.

فالمعوقات كثيرة برأي العفالق، قسمها إلى زراعية، تتمثل في كثرة أعداد النخيل المسن وعدم تجديده، مع ضعف الخدمات في العمليات الزراعية الخاصة بالنخيل، ونقص الأيدي العاملة المدربة والمبالغة في أجورها فترة موسم جني التمور، مع عدم الاهتمام من قبل منتجي التمور ببرامج الإرشاد الزراعي ونظافة الفرز.

أما على جانب التصنيع فقد حددها العفالق في عدم التزام منتجي التمور بالمواصفات التي تتطلبها مصانع التمور، من حيث خلو الثمار من الحشرات والآفات والأتربة، وعدم تبخير التمور بعد الجني مباشرة، مما يزيد نسبة الرطوبة وظهور عفن، وارتفاع نسبة الفاقد أثناء التصنيع، فضلا عن المنافسة الشديدة بين مصانع التمور في الإنتاج وإهمالها الجودة، مع ضعف التوجه إلى الصناعات التحويلية والتركيز على التعبئة فقط.

إلا أن العفالق شدد على أن التسويق هو أبرز تلك المعوقات التي تواجه صناعة التمور سواءً داخليًا أو خارجيًا، وعلى الصعيد الداخلي قال"نرى سيطرة الدلالين والشريطية في الأسواق ومغالاة بعضهم في احتساب نسبة الدلالة، إضافة إلى غياب المعلومات السوقية لدى منتجي التمور، وكذلك تلاشي دور التسويق التعاوني للتمور"، في حين تبدو "مشاكل التصدير الخارجي في جهل المزارعين والمصدرين بمتطلبات الأسواق العالمية وأنماطها الاستهلاكية، وعدم وجود مواصفات ومقاييس للتمور، مع ارتفاع تكاليف النقل والشحن، إضافة إلى ضعف مشاركة الشركات السعودية للتمور في المعارض الدولية، مما يتيح لنا التعرف على الشروط الزراعية والفنية المتشددة من بعض الدول وخاصة دول الاتحاد الأوروبي".

وعلى صعيد الحلول لتلك المعوقات اقترح العفالق عدة أساليب للنهوض بمحصول التمور، منها توفير المعلومات التسويقية لمنتجي التمور، وتفعيل دور الجمعيات التعاونية الزراعية في التسويق، مع مراعاة الجودة العالية ومتطلبات المواصفات القياسية العالمية للتمور المعبأة والمنتجات المصنعة منها، إذ تشترط نسبة منخفضة جدًا أو خلو التمر تمامًا من الإصابة الحشرية، وأن تكون أنظمة التعبئة والتغليف جذابة ومتناسقة الألوان ومصنوعة من مواد أولية جيدة واختيار العبوات التي تلبي رغبات وأذواق المستهلكين في الدول المستهدفة مع المحافظة على مظاهر وأشكال التمور الطبيعية، ودراسة الأسواق الخارجية للتمور وتوفير المعلومات التسويقية عنها من حيث "حجم الطلب،والنوعية، والجودة، والأصناف المرغوبة، وحجم العبوة، والتغليف، والأسعار، والدول المنافسة في تلك الأسواق.

يذكر أن عدد نخيل التمور في المملكة أكثر من 23مليون نخلة متمثلة في 200صنفًا تقريبًا، وتنتج ما يقارب من مليون طن سنويًا، ويزيد كل سنة؛ نتيجة التوسع في زراعة النخيل والإنتاج الكبير في التمور.