أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزّت الرشق أن المباحثات الأخيرة بين حركتي حماس وفتح حول المصالحة الوطنية في دمشق، ساهمت في معالجة الكثير من العقبات بين الجانبين. وقال إن "لقاء دمشق كان مهماً وحرك المياه الراكدة وأزال الكثير من العقبات من خلال تفاهم الجانبين على معظم المواضيع باستثناء الملف الأمني، الذي تم تأجيل بحثه نظرا لتعقيداته ليكون الموضوع الأوحد في اللقاء القادم".
وأشار الرشق في اتصال هاتفي مع "الوطن" إلى أن الاتفاق الذي تم في مكة المكرمة عام 2007 تم إفشاله على الأرض بسبب الملف الأمني. وأضاف "نحن في حماس حريصون على إنجاز هذا الملف رغم أننا نعلم أن هناك أطرافا كثيرة تريد أن تفشل المفاوضات وأن تكون طرفا في بحث الملف الأمني، لذلك فإن العنصر الأهم في مناقشة هذا الموضوع مرتبط بمدى قوة فتح لمناقشته بعيدا عن الشروط والمعادلات الإسرائيلية".
وبين أن بحث هذا الموضوع يتطلب وجود خبراء في الجوانب الأمنية من الجانبين في المفاوضات لمناقشة هذا الموضوع منعا لوجود ثغرات لم تبحث يمكن أن تتحول إلى سبب في إفشال اتفاق المصالحة في شكلها النهائي. وأشار إلى أن الاتصالات مع حركة فتح مستمرة للبحث عن مكان بديل للمفاوضات بين الجانبين والوصول إلى المصالحة الوطنية الفلسطينية، مبينا أن حركة التحرير الفلسطينية لا ترغب في تحول موقع المفاوضات إلى عقبة في طريق المفاوضات بين الجانبين. واستغرب الرشق من إلغاء اللقاء المفترض في دمشق الذي كان مقررا في 20 أكتوبر الحالي، بين الحركتين بسبب رفض فتح عقده في دمشق.
وبين أن حماس لا تريد استغلال هذا الموضوع كذريعة لتعطيل المصالحة، ونحن نقبل أن يتم في أي عاصمة عربية ولا نريد تحويل هذا الموضوع إلى سبب وعذر لتأخير أو تعطيل المفاوضات، مشددا على أن "اختيار مكان المفاوضات منوط بالإخوة في فتح".
من جانبه أكد السفير الفلسطيني في المملكة جمال الشوبكي أن لقاء حركتي حماس وفتح الذي تم في دمشق يمكن اعتباره اختراقا هاما في مفاوضات المصالحة بين الجانبين. وشدد على أهمية نجاح هذه المفاوضات للوصول إلى موقف فلسطيني موحد يتوافق مع الموقف العربي في تبني القضية الفسطينية لمواجهة العدوان الإسرائيلي، واستمرار عملية الاستيطان دون النظر إلى الجهود الدولية الرافضة لمثل هذا التحرك.