الشدة الزائدة التي يتعامل بها رجالات المرور والمتمثلة في فرض غرامات جزائية لمن يثبت تجاوزه ـ هي لا شك مبررة إذا كان تطبيقها يؤدي الغرض في الردع وفرض هيبة النظام ـ ولكن الشيء الملاحظ أن هؤلاء الشباب لم تكن هذه الغرامات بالنسبة لهم سوى مزيد من التحرش والتملص، والذي قد يكون مع الوقت أو كاد أن يكون أحد همومهم في الشوارع والميادين فالبطل (والفلتة) كما يزعمون هو من يُعجز رجال الأمن ويعلن حالة التحدي، فهو بهذا الأسلوب دخل ميدان الشهرة في عالمهم والضحية في حالة الإمساك بهم هم أولياء الأمور الذين تبدأ معاناتهم حال دخول أبنائهم غرف التوقيف فالأم لا يهجع لها طرف ولا يهدأ لها بال ما لم تشاهد ابنها في فراشه، ومن هنا تبدأ معاناة الأب الذي وإن التزم المنطق والحكمة في بعض الوقت إلا أن صبره لا يدوم فتجده يبدأ حالات التوسل من واسطة واستنفار معارف ليفك ابنه ويخلصه من التوقيف، وهذه إشكالية تواجه رجال الأمن لأنه في حالة الالتزام بالتوقيف سيكون ذلك زيادة معاناة للوالدين وفي حالة إطلاق سراح الموقوف نزولاً عند رغبة الوالدين فإن ذلك زيادة لحالة التمادي واللامبالاة لهذا المراهق.