طغى الحديث حول ارتفاع أسعار الألبان على مؤشر قيادة المرأة للسيارة، وجعله في مرتبة متأخرة؛ وعلى الرغم من أهمية الموضوعين إلا أن مسألتين لفتتا انتباهي.
الأولى: ورود كلمة (حليب) في كتاباتنا على أنه (لبن)، وهذا من وجهة نظري- المتواضعة- خطأ لغوي، فالحَلْب يعني عملية إخراج ما في الضرع من لبن وليس ما في الضرع من حليب؛ وشركات الألبان تكتب على عبوات اللبن السائغ كلمة حليب؛ بينما سمّاهُ اللهُ لبناً، ولم يسمه حليباً. قال تعالى: "نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين". وقال تعالى: "وأنهارٌ من لبن لم يتغير طعمُه". والذي تسميه الشركات خطأً (لبناً) هو في الأصح (لبن رائب) نظراً لتغير طعمه نتيجةً لتخمره؛ ولا أجزم بكمال صحة رأيي، فمن القراء، وأرباب اللغة من هو أعلم مني.
المسألة الثانية: يبدو أن شركة الاتصالات السعودية راقها مبدأ (الحلب)، فأخذت تحلب ما في جيوبنا بطرق ملتوية حتى لا تبقي لنا ما نشتري به لبناً.
والقصة مفصلة يرويها لكم المواطنان المشتركان (م س ك ي ن) والعم (عبدالحكيم). يقول الأول: ما إن قرأت تلك الإعلانات التي ما انفكت تغازل جوالي ليل نهار من قِبَل السيدة (حياة أسهل) حتى تقدمت بطلب يدها للاقتران بخدمتها المسماة (برود باند جود بلس) على هاتفي الثابت بفاتورة ثابتة قيمتها (798) ريالاً مقابل خدمة النت مع الاتصال المجاني على أي هاتف أو جوال داخل المملكة أياً كانت الشركة. وقمت بتسديد الفاتورة الأولى حسب المبلغ الثابت المتفق عليه، لكنني تفاجأت عند تسديد الفاتورة الثانية بأنها تزيد عن الأولى بمبلغ قيمته (98) هللة، فقلت في نفسي: هذه زيادة لا قيمة لها، غير أن الفاتورة الثالثة جاءت بزيادة قدرها (ريالان و94 هللة) فقلت: وهذه أيضاً زيادة غير مؤثرة طالما أن أسعار الدقيق والسكر والأرز (مستقرة)، بيد أن الفاتورة الرابعة زادت بمقدار (8 ريالات و84 هللة) تضامناً مع شركة الألبان، فقلت: لا بد أن أشكو شركة الاتصالات إلى العم (أبي الحِكم)، فإذا به يقول: لست وحدك تشكو وتقول إنك مُعدَمُ، والاتصالات ملكك والشعير والأنجمُ، أما تراني مثلك أبكي وألطم! فقلت له: كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل، وادفع ساكتاً ولا تقل هاك الدليل، واجعل حياتك أسهل بلا قيلٍ وقيل.