أخيراً، مبروك. لم تذهب التجهيزات الفنية في التلفزيون السعودي عبثاً، عفواً، القناة الرياضية السعودية، والتي تسرب منها المبدعون واحداً تلو الآخر إلى قنوات رياضية خاصة بعد أن ملُّوا من انخفاض سقف الرواتب مقابل مغريات الإعلام الخاص. المباركة في البداية هي على القرار الملكي بقصر نقل مباريات الدوريات السعودية على التلفزيون السعودي لمدة 3 سنوات، وهذا فيه فرصة لرعاية المواهب الإعلامية الشابة.. ومحاولة استثمار الفرصة بجلب رؤوس أموال ورعايات مالية للمباريات والبرامج التحليلية المصاحبة، تكون رافداً في توقيع عقود إضافية مع موظفي الوزارة من مخرجين وفنيين لإشعار المشاهد وإدخاله جو المباريات صوتاً وصورة.
من حقي أن أتشاءم.. ومن حقي أن أتفاءل.. ومن حق كل شاب سعودي يحلم أن يصبح معلقاً رياضياً أو مراسلاً تلفزيونياً أن يجرب حظه في ذلك، لكن ليس على حساب المهنية والاحترافية. وهذا ما تقع فيه القناة الرياضية السعودية دائماً حين تقوم بفتح الباب لكل من يتقدم إليها.. حتى أصبحت قبل عام ونصف هدفاً لكل من أراد السخرية والضحك على موقع Youtube وذلك بعرض الكوارث المهنية، حتى أطلق عليها البعض مسمى "القناة الخشبية"..
لا نريدها "خشبية" ولا "حديدية".. ومن هنا حتى يبدأ الدوري، يفترض أن يكون التلفزيون السعودي قد أخذ على محمل الجد التعاقد مع المعلقين الرياضيين وتدريب كوادر إعلامية جديدة تضاف للموجود.. لا نريد "طوني" ولا "جوزيف".. ولا نريد الشركة المتعاقدة سابقاً مع وزارة الثقافة والإعلام.. لا نريد معلقاً رياضياً يصرخ ويقول للمخرج "عيب يا أخي".. ولا شاباً حصل على فرصة ليقوم بالتطاول والشتم. لا نريد أستوديو تحليليا فيه "سواليف" وفيه استعراض بطولي بين محلل "نصراوي" و آخر "هلالي"..
3 سنوات.. لا يريدها المشاهد أن تكون تكراراً لأخطاء الماضي.. أو أن تتحول القناة الرياضية إلى حقل تجارب.. هناك وقت كاف للتدريب والإعداد للكوادر الجديدة الداعمة، وهناك وقت لاستقطاب كفاءات وخبرات إعلامية رياضية للمساعدة في إنجاح النقل الحصري للدوري السعودي.
حين كانت قناة "أوربت" تنقل بعض المباريات المهمة للدوري السعودي، كانت الكوادر سعودية.. ومعظمها تسرب من وزارة الثقافة والإعلام حين لم يجدوا التقدير المادي. أشهر.. ونبدأ بترديد "الميدان يا حميدان".