حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الفلسطينيين من "اللجوء إلى هيئات دولية"، في إشارة إلى الأمم المتحدة في حال عدم استئناف مفاوضات السلام. وقال في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية "ننتظر من الفلسطينيين أن يحترموا التزامهم بالتفاوض مباشرة" مع إسرائيل. وأضاف "أعتبر أن أي محاولة للتحييد عن ذلك عبر اللجوء إلى هيئات دولية ليس أمرا واقعيا ولن يدفع بأي شكل بعملية السلام إلى الأمام".

وأكد أن حكومته تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة الامريكية من أجل إعادة إطلاق المفاوضات من جديد. وقال "هدفنا ليس تحريك العملية فحسب بل تحريكها بشكل يضمن ألا نتوقف بعد عدة أسابيع أو شهرين. نريد أن ندخل إلى فترة تستغرق سنة تقريباً نجري خلالها مفاوضات جدية حول القضايا الجوهرية لكي نحاول أن نصل إلى اتفاق إطاري تمهيداً لاتفاق سلام".

ويسعى نتنياهو لترتيب لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في غضون أسبوعين، لحضور المؤتمر السنوي لليهود في أمريكا الشمالية الذي يعقد في نيو أورليانز من 5 إلى 9 نوفمبر المقبل، لكنه لن يحضر المؤتمر إلا إذا تمكن من لقاء أوباما، حسبما أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أمس.

وفي السياق نفسه ، قدر مسؤولون مقربون من نتنياهو استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية الشهر المقبل، غير أن مصادر فلسطينية قالت لـ "الوطن" إن استئناف المفاوضات غير ممكن بدون تعهد إسرائيل بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية خلال فترة المفاوضات.

وسيصل المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل قريبا إلى المنطقة في محاولة للدفع باتجاه التوصل الى صيغة تسمح باستئناف المفاوضات قبيل انتهاء المهلة التي منحها العرب للإدارة الأمريكية للتوصل الى صيغة قبل الثامن من الشهر المقبل.

من جانبها، أوضحت مصادر دبلوماسية غربية في القدس أن الإدارة الأمريكية باتت متمسكة بوجوب تمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من شهرين إلى 3 أشهر يتم خلالها التوصل إلى حل بشأن الحدود، يسمح بتحديد المواقع التي ستضم إلى إسرائيل ،وبالتالي إمكانية البناء فيها. غير أن المصادر نفسها استبعدت إمكان التوصل إلى اتفاق على الحدود خلال تلك الفترة أخذا بعين الاعتبار المواقف المتباعدة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

في المقابل، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أمس أن السلطة الفلسطينية تدرس جديا وقف التزامها بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل كأحد خيارات الرد على استمرار تعثر مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين. واتهم عبد ربه الحكومة الإسرائيلية بالقضاء على عملية السلام رغبة في إشعال حروب جديدة ، مشددا على أن الوقف الشامل للاستيطان الإسرائيلي من أجل استئناف مفاوضات السلام "أمر ليس قابلا للتفاوض أو المساومة بشأنه". واستخف عبد ربه بالحديث الإسرائيلي عن تقديم خطوات بناء ثقة للفلسطينيين، معتبرا ذلك "من باب الخداع والتحايل".