تحولت "الخرزة الزرقاء" مع مرور الوقت من إيقونة أساطير وموروث تاريخي إلى موضة تتزين بها شريحة واسعة من السيدات والفتيات مرورا بالأطفال الصغار، ولا يتوقف اقتناؤها على الرغبة في الأناقة فقط، فالكثير من السيدات يسيطر عليهن وهم الاعتقاد الخاطئ بأن لتلك الأنواع من الأحجار تأثيرا واسعا في دفع العين والحسد متناسيات أن الله قد أهدانا خيرا منها لدفع العين والحسد وهما المعوذتين.

موروث خاص وعنصر جمالي

وتؤكد أخصائية علم الاجتماع عنود السالمي أن اقتناء مثل تلك الأحجار (خاصة ذات اللون الأزرق) يعود إلى موروثات اجتماعية قديمه خاطئة، وأساطير تناقلتها الأجيال حتى وصلت إلى عصرنا الحالي، ومع هذا التطور والتقدم في المجتمعات إلا أن هناك عادات وموروثات اجتماعية تبقى صامدة لا تتغير. والمجتمعات باختلاف طبيعتها وتكوينها وإرثها الثقافي تبقى خاضعة لموروث خاص؛ وذلك النوع من الأحجار انتشر بين فئات المجتمع خاصة عند النساء اللواتي يؤمن أكثر من الرجال بفوائدها بالإضافة إلى العنصر الجمالي الذي تضفيه على من يرتديها.

امتصاص الطاقة السلبية

وتقول أخصائية علم الاجتماع مطيعة الغامدي: التعامل مع مثل تلك الأحجار عبارة عن رواسب ثقافية وموروثات خاطئة لا تزال عالقة بالمجتمع، فالكثير من الأمثال التي ضربت قديما ولا تزال تتناقلها الأجيال حول حماية الخرزة الزرقاء لمن يرتديها سواء من الكبار أو صغار السن وحتى الرضع لم يفلحوا من النجاة من هذه الاعتقادات غير الصائبة فنجد الكثير من الأمهات يضعنها كالسوار على معصم المولود، لاسيما بعد الدراسات الأخيرة في علم الطاقة حول قدرة اللون الأزرق على امتصاص الطاقة السلبية وإزالتها والتي دعمت ذلك المعتقد لدى البعض بأنها تمنع العين والحسد.

للزينة ومريحة للنظر

أما المعلمة خلود فتقول: الاكسسوارات المزينة بالخرز الأزرق موضة جميلة تناسب جميع الأذواق؛ ومع أني غير مؤمنة بالأساطير والخرافات التي نسجت حولها إلا أني أحرص على اقتنائها. وتقول الطالبة الجامعية هند: اللون الأزرق عموما من الألوان المريحة للنظر، لاسيما الاكسسوارات المرصعة بهذا اللون، وقد أهدتني جدتي خاتما مرصعا بالخرز الأزرق اعتقادا منها بأنه يرد العين ويحمي من الحسد ومازلت احتفظ به لجماله. أما أم لجين فتحرص على وضع سوارة من الخرز الأزرق حول معصم صغيرتها حيث تقول: توارثنا هذه العادة من الجدات والأمهات، لأنه بعد قدرة الله تعالى تحمي من العين والحسد أو تخفف من حدتهما. أما وائل "تاجر في محل لبيع الاكسسوارات" فيقول: هناك طلب كبير وإقبال من السيدات والفتيات على الاكسسوارات المرصعة بالخرز الأزرق، ويتابع: ليست النساء فقط من يشتري مثل تلك الاكسسوارات، بل لاحظت أن هناك من فئة الشباب من يحرصون على شراء تعليقات الخرز الأزرق ليزينون بها سياراتهم، أو يضعونها في ميدالية السيارة. أما أم سالم "سيدة في العقد السابع من العمر" والتي ترتدي خاتما كبير الحجم تتوسطه خرزة زرقاء فتقول: الخرزة الزرقاء تفسد العين وتحمي من الحسد والشرور والمخاطر بإذن الله. وعن الخاتم الذي ترتديه قالت: ورثت هذا الخاتم عن أمي التي ورثته عن جدتي وأنا بدوري سأوصي به لحفيدتي الجامعية "بدور".

النهي عن التمائم

ومن زاوية دينية تقول مشرفة التوعية الإسلامية مريم السيف: يعتقد البعض أن الخرز الأزرق يقي من العين ويمنع الحسد وهذه من الخرافات التي قد تقود إلى الشرك "والعياذ بالله". والأولى تركها والابتعاد عنها لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن تعليق التمائم وهذا نوع من التمائم. ويجب على المسلم أن يعتمد على الله في طلب الشفاء بالدعاء والتضرع فهو الذي بيده كل شيء، وهناك أدعية لتحصين المسلم من العين والحسد لا تخفى على الجميع، فالواجب التزود بها وقراءتها باستمرار.