كانت القوات السعودية في منطقة جازان أمس على موعد مع ذكرى صد عدوان المتسللين المسلحين على أراضيها في الحد الجنوبي، وجسدت تلك الذكرى بتدريبات عسكرية على فنون حرب الجبال وبصفة أقرب ما تكون للواقع وبنفس التضاريس الجغرافية والمناخية، لتثبت مدى جاهزيتها لصد أي عدوان على أراضيها، وذلك بإشراف مساعد وزير الدفاع للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان.
وقال الأمير خالد بن سلطان في رد على سؤال عن الأوضاع الأمنية على الشريط الحدودي في محافظة الخوبة "الحمد لله الوضع هادئ، وهذه الزيارة ما هي إلا زيارة تفقدية للتأكد من التدريب والجاهزية.. وهذا اليوم هو يوم تاريخي لأنه وفي نفس اليوم من السنة الماضية بدأت عمليات القوات المسلحة السعودية لطرد المتسللين في ذلك الوقت، وهذا من باب الصدفة ودون ترتيب ووجودي بين إخواني وأبنائي وزملائي أفراد القوات المسلحة بالمنطقة له أثر طيب ليس في نفوسهم فقط بل وفي نفسي أيضا، وأنتم في موقع الآن تشاهدون الجهود الجبارة لسلاح المهندسين في فتح طرقات لا يمكن أن تقوم بها حتى الشركات العالمية خلال ثلاثة أشهر".
وأشار الأمير خالد بن سلطان إلى أنه منذ استتباب الأمن في المناطق الجبلية والحدودية بدأت القوات المسلحة في تدريبات مقاربة للواقع، وفي شتى الظروف المناخية، وذلك تنفيذا لتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، بأن تكون التدريبات متواصلة وأقرب للواقع.
وبين سموه أن كل تجربة تثقف الإنسان، وأن التدريبات والتسليح الحديث والجيد أيضا تمنح الجنود قوة، مشيراً إلى أن ما يميز الجندي السعودي هو إيمانه بالله وأن هدفه أمن وطنه وعمله بقلب قوي وشجاع، وأيضا فهم الجنود السعوديين للمعدات الحديثة وممارستهم التدريبات في المواقع الجغرافية الصعبة، وفي الظروف المناخية الشديدة التقلب. وأضاف: نحن نلاحظ أنه لم يمض سوى يومين على الانتهاء من التدريبات العسكرية الخارجية، حتى نبدأها بتدريبات داخلية، وستستمر التدريبات مع الدول الأخرى في التدريبات الخارجية والتدريبات الداخلية مع جميع التضاريس، مبيناً أن القوات السعودية وبكل فخر جاهزة للدفاع عن الوطن بأرواحهم عمليا وليس قولا.
وكانت القوات المسلحة قد بدأت أمس التدريبات على حرب الجبال. وأشار قائد كتيبة المشاة الـ 33 أن مشاة البرية بدأت على التدريب على حرب الجبال، بأفراد مدربين تدريبات عالية، وذوي لياقات بدنية عالية جدا، وكذلك جاهزيتهم بأسلحة متطورة للتعامل مع حرب الجبال. وأكد أنهم استطاعوا السيطرة على المعتدين في وقت وجيز، مشيرا إلى أن التدريب يهدف إلى محافظة الجندي على أرواح الآخرين ونفسه.
وأضاف أن التدريبات في الجبال مستمرة في كل الظروف ومع كل التضاريس البيئية، وفق تقنية حديثة جدا وجنود مؤهلين على التعامل مع تلك الظروف. وقال إن الأمير خالد بن سلطان شاهد التدريب على حرب الجبال وكيف يتعامل أفراد القوات المسلحة مع المعتدين، والسيطرة عليهم بأسرع وقت، وذلك من خلال استخدامهم لوسائل قتالية عالية التسليح، وأفراد متدربين في جميع الأوقات، ومع جميع الظروف.
يذكر أن الأمير خالد بن سلطان زار كتيبة البرادلي، والكتيبة الـ 33 للمشاة، وكتيبة المدفعية 44، واللواء الحادي عشر، واطلع على تدريباتهم المتواصلة وجاهزيتهم ومواقعهم العسكرية.