منتصف نهار الاثنين في طريقي إلى أحد المسارحة، قلت أشتري قارورة ماء، مررت على بقالة "أكرم" الباكستاني التي تعتمد عليها قريتنا من عشر سنوات، أكرم صبور ومتسامح، يراعي ظروف الناس ولا يدقق في مديونياتهم كثيرا ويقرض بعض الموظفين لحين ميسرة، يتحمل فظاظة المراهقين وفوضى المجهولين كل يوم، أضاف إليها مخبزا ومطعما، يساعده ثلاثة من مواطنيه ومؤخرا أحضر ابنه البكر "مظفر". وليدعم بقالته استأجر معظم بقالات القرية وأغلقها. لا جديد في حكاية أكرم ولا تصلح للكتابة. "بلاش منها".

مررت بمركز انتخاب فتذكرت أن مجلس الشورى أقر توصية بحق المرأة في الانتخاب، لم ينتبه الإعلام كثيرا لذلك، بعد أيام تقدم بعض الأعضاء باعتراض على التوصية وأسقطه المجلس، وأيضا لم ينتبه أحد. موضوع ميت يثير الشفقة ولا يصلح فكرة للمقال. "بلاش منه".

المدرسة على يميني خالية فقد بدأت الإجازة، تذكرت قول تركي الدخيل عن تفضيل العائلات السعودية سياحة الخارج لأنها تبحث عن الحرية "فيشربون القهوة مختلطين مجتمعين على طاولةٍ واحدة، من دون ستائر ومن دون متلصصين يتجسسون على حركاتهم وحركات عائلاتهم" وما قالته حليمة مظفر عن أن السائح السعودي يسيح في الخارج بحثا عن تعدد الألوان إذ لا يوجد عندنا إلا الأبيض والأسود، وبما أن الحرية والألوان تخفي خلفها حديثا عن العباءة والغطوة فلا جدوى من جهود هيأة السياحة، ولا جدوى في الكتابة عن الفكرة. "بلاش منها".