أكد أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وجود توجه ودراسة لتحويل الإطعام الخيري بالمشاعر المقدسة إلى تحمل تكاليف الحجاج غير المقتدرين بحيث يتولى المتبرعون تحجيج الحجاج محدودي الدخل على نفقتهم الخاصة، والتعاقد مع شركات ومؤسسات حجاج الداخل للقيام بهذه الخدمة للحد من الافتراش. واعتبر سموه الافتراش معضلة، مرجعا سببه إلى عدم التقيد بالأنظمة.
وقال الأمير خالد الفيصل إن معالجة مشكلة الافتراش ليست بالأمر السهل، ولكنها ليست مستحيلة، ومما يشجع على ذلك أن الظاهرة تتناقص بطريقة ملحوظة وأن المعالجة بدأت والنتائج آخذة في الظهور أمام العيان.
وكشف أمير مكة في تصريح صحفي عقب تدشينه أمس حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) عن وجود دراسة لدى الجهات المختصة لزيادة الطاقة الاستيعابية بمشعر منى لأن أعداد الحجاج تفوق الطاقة الاستيعابية للخيام حاليا، مبينا أن أي نجاح لموسم الحج يقف خلفه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، فهم يتابعون أعمال الحج لحظة بلحظة.
وأضاف الأمير خالد الفيصل أن سمو النائب الثاني، وزير الداخلية، رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لا يحب الظهور الإعلامي ولا التباهي، ولكنه متابع جيد لكل الأنظمة والترتيبات الخاصة بالحج بصفته رئيس لجنة الحج العليا، التي ترسم سياسة الحج وسياسة الدولة في تنفيذ المشاريع.
وحذر أمير مكة الشركات الوهمية من استغلال الحجاج، مؤكدا أن من يحمل الحجاج العناء سيعرض نفسه للمساءلة، مشددا على الالتزام بتعليمات النقل وعدم السماح للمركبات التي تقل عن 25 راكبا بالدخول إلى المشاعر.
وطالب الأمير خالد الفيصل بعثات الحج بالعمل على توعية الحجاج قبل قدومهم للديار المقدسة، ممتدحاً كل الجهود التي تبذل من وزارة الخارجية ووزارة الحج والخطوط الجوية السعودية لتوعية الحجاج.
وعن الحملة التوعوية (الحج عبادة وسلوك حضاري) قال الأمير خالد الفيصل: بدأت بداية جيدة وتحتاج لمدة من 5 إلى 6 سنوات لتقييمها. وكشف عن الانتهاء من إعداد دراسة متكاملة للمرور والنقل بالعاصمة المقدسة، سترفع لخادم الحرمين الشريفين عقب موسم الحج. وأشار سموه إلى أن الحملة تهدف إلى التعريف بمشروع قطار المشاعر المقدسة الذي سيعمل في موسم حج هذا العام، والذي سيساهم في تخفيف الضغط على شبكة الطرق وحل مشكلة النقل وازدحام السيارات وتطبيق نظام منع المركبات الصغيرة. كما سيساهم المشروع أيضاً في سحب 30 ألف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر وهي السيارات التابعة لحجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، إضافة إلى مشروع تنفيذ المرحلة الثالثة لنقل حجاج مؤسسة إيران وحجاج مؤسسة أفريقيا غير العربية بنظام النقل الترددي في المشاعر المقدسة، والذي سيسهم أيضا في خفض عدد الحافلات التي كانت تستخدم لنقلهم بنظام النقل التقليدي (نظام الرد الواحد والردين) بنسبة تزيد على 50% وما يتبع ذلك من إيجابيات على النواحي البيئية في المشاعر المقدسة، وتقليص الفترة اللازمة لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة لدقائق معدودة لا تتجاوز ثلاثين دقيقة للحافلة الواحدة.
من جهة أخرى، ترأس الأمير خالد الفيصل اجتماع لجنة الحج المركزية أمس حيث استعرضت اللجنة إحصائية أعداد الحجاج الواصلين إلى أراضي المملكة، والذين تجاوز عددهم 30 ألف حاج حتى الآن.
وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن التزايد المرصود يومياً في إحصائيات قدوم الحجاج عبر منافذ الدخول الجوية والبرية والبحرية بالمملكة لأداء فريضة الحج هذا العام يتطلب مضاعفة الجهد والاستعداد بصفة متواصلة لمواكبة الزيادة في أعداد القادمين من ضيوف الرحمن بحيث تكون كافة الخطط الموضوعة من قبل الجهات العاملة في الحج منسقة جيداً وفقاً لذلك ومدعومة بكافة ما يحقق إنجاحها من عاملين وآليات وإمكانات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
وأكد أمير مكة خلال الاجتماع أن الجهود الجيدة المبذولة خلال موسم الحج الماضي يجب أن تكون حافزاً ودافعاً لجميع الجهات العاملة في الحج إلى الحرص ليس فقط على تحقيق نفس مستويات أداء الموسم الماضي بل والعمل على تحقيق مستويات إنجاز وأداء أفضل. وأشار إلى أهمية التعاون والتنسيق المتبادل بين الجهات العاملة في الحج لتحقيق معدلات إنجاز عالية.
إثر ذلك، تمت مناقشة خطط واستعدادات الجهات الحكومية لموسم الحج الرامية لتقديم أفضل الخدمات، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة المسؤولين في هذه الجهات للتأكد من تمام الاستعدادات والتجهيزات لمواجهة متطلبات موسم الحج وإبداء المرئيات والتوصيات المناسبة بشأنها. وشمل الاجتماع مناقشة خطط الشؤون الصحية بمكة، وأمانة العاصمة المقدسة، والشرطة، ومديرية الدفاع المدني، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهيئة الهلال الأحمر السعودي.