أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان قيام الدين كشاف أمس أن المملكة تعتبر المكان المناسب لإجراء محادثات السلام الرسمية التي يمكن أن تنبثق من المحادثات الاستكشافية الجارية بين الحكومة ومسؤولين كبار في حركة طالبان. وبرر كشاف ذلك بأن المملكة تحتضن المواقع الإسلامية المقدسة، ويعلّق الأفغانيون آمالهم بالدور الريادي الرشيد للقيادة السعودية.
من جانبه، أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في أفغانستان منصور بن صالح الصافي لـ"الوطن"، "أن المملكة وقيادتها حريصون كل الحرص على أمن وسلامة واستقرار أفغانستان. ومن هذا المنطلق فإن كلَّ ما يمكن أن يحقِّق ذلك هو موضع اهتمام وعناية القيادة السعودية".
هاجم 4 انتحاريين من حركة طالبان المجمع الرئيسي للأمم المتحدة في مدينة هيرات غرب أفغانستان أمس، ما أسفر عن إصابة حارسي أمن وشرطي. ولم يسفر الهجوم عن مقتل أو إصابة موظفي الأمم المتحدة الذين كانوا في عطلة أسبوعية، وفقا لكبير المتحدثين باسم الأمم المتحدة في كابول كيران دوير أمس.
وأعلن القيادي بطالبان الملا بلال مسؤولية الحركة عن الهجوم، فيما أوضح قائد شرطة غرب أفغانستان عبدالمجيد روزي، أن أحد منفذي الهجوم فجر سيارته لدى بوابة المجمع ليسمح لثلاثة من زملائه، الذين كانوا يرتدون الزي النسائي، بدخول المكان.
إلى ذلك، أصيب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بانفجار استهدف سيارة عسكرية أميركية أمس بإقليم أرغنداب بولاية قندهار حيث تدور رحى عملية "ضربة التنين"، التي اقتربت من مراحلها الأخيرة، حسبما أعلن القائد الأعلى للقوات الأطلسية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس أمس.
وفي ولاية ميدان وردك غرب كابول قتلت دورية أميركية طالبي مدرسة حكومية وأصابت ثالثاً أمس، وفقا للناطق باسم حاكم ولاية ميدان وردك. وأوضح أن الحادث وقع في مركز الولاية ميدانشهر القريبة من كابول عندما أطلق جنود أميركيون النار على 3 طلاب مدرسة حكومية كانوا يركبون دراجتين ناريتين في الاتجاه المقابل. ونظَّم مئات المواطنين وطلاَّب ومعلمو المدارس الحكومية في المدينة مسيرة احتجاج، وأغلقوا الطريق السريع بين كابول وقندهار ورفعوا شعارات مناهضة ضد أميركا والحكومة الأفغانية.
من جهة أخرى، أكَّد سفير خادم الحرمين الشريفين في أفغانستان منصور بن صالح الصافي ردا على مطالبة مجلس السلام الأفغاني، بأن تلعب الحكومة السعودية دورا أساسيا في جهود المصالحة مع حركة طالبان، بأن المملكة حريصة كلَّ الحرص على أمن وسلامة واستقرار أفغانستان وأن يعيش الأفغان بأمان. وقال لـ"الوطن" أودُّ أن أؤكِّد أن المملكة وقيادتها حريصون على أمن وسلامة واستقرار أفغانستان، ومن هذا المنطلق فإن كلَّ ما يمكن أن يحقِّق ذلك هو موضع اهتمام وعناية القيادة السعودية.
وكان المتحدث باسم المجلس العالي للسلام في أفغانستان قيام الدين كشاف قد أعلن أن المملكة العربية السعودية مكان مناسب لإجراء محادثات السلام الرسمية التي يمكن أن تنبثق من المحادثات الاستكشافية الجارية بين الحكومة ومسؤولين كبار في حركة طالبان.
في هذا الإطار، أكَّد سفير حركة طالبان لدى إسلام أباد الملا عبدالسلام ضعيف أن الولايات المتحدة تريد أمناً وسلاماً لها في أفغانستان بشروطها لذا بدأت تدعم مشروع المفاوضات بين الحكومة والحركة. وتابع الملا ضعيف، بأن المشكلة الأساسية هي احتلال أفغانستان وهي المشكلة التي يريد الأميركيون أن يتجاهلوها.
وحول الوضع الباكستاني، دعا وزير الدفاع الباكستاني شودري أحمد مختار الولايات المتحدة إلى ضرورة نشر قواتها على الجانب الأفغاني من الحدود المشتركة مع باكستان للحد من تسلل المسلحين عبرها. وأضاف في لقاءاته بالمسؤولين الأميركيين الدفاعيين والعسكريين خلال زيارته الحالية إلى واشنطن أن تزايد أنشطة القوات الأجنبية في أفغانستان زاد من قلق باكستان بسبب اندفاع المسلحين نحو أراضيها من الجانب الأفغاني، ومن ثم قيام القوات الدولية بانتهاك أجواء وسيادة باكستان. في غضون ذلك، قتل ما لا يقل عن 13 مسلحا بهجوم للمقاتلات الباكستانية على منطقة ماموزاي في أوراكزاي القبلية، التي تعتبر معقلا لمقاتلي القاعدة وحركة طالبان باكستان.