أبدى أهالي قرية الحصحص بمحافظة قلوة التابعة لمنطقة الباحة استياءهم من قرار إغلاق مدرسة البنات الابتدائية بحجة قلة الطالبات المسجلات فيها، مؤكدين أن القرار وضعهم أمام خيارين أفضلهما مر، وهما: إما الهجرة إلى المدن القريبة ولن يتمكنوا من ذلك لحالتهم المادية، أو صرف النظر عن تعليم بناتهم، وإعادة هذه القرى إلى مربع الأمية.

معرف قرية الحصحص بمحافظة قلوة محمد بن عبدالله الزهراني قال: لاتزال بناتنا الست عشرة "أي فوق المعدل الطبيعي لإغلاق المدارس" يذهبن كل صباح إلى مدرستهن وسط القرية، وهن يأملن أن يجدنها مفتوحة الأبواب لإكمال مشروعهن التعليمي، وبعد مرور قرابة شهر من بدء الدراسة لم يصل إلى قريتهم ومدرستهم أي من منسوبي التعليم، الأمر الذي أحال أيامهم إلى جحيم، حيث ينتابهم القلق على مستقبل بناتهم الذي يتبدد كل يوم وهم يشاهدون فيه أبواب المدرسة مغلقة. وأضاف: طالبنا كثيرا وراجعنا إدارة التعليم بمحافظة المخواة ولكن دون جدوى، حيث عللوا ذلك بأن الوزارة لم ترسل معلمات، بعدها توجهنا إلى إمارة الباحة وحصلنا على توجيه من وكيل الإمارة برقم 4322 في 4 / 4 / 1431 متضمنا تأجيل إغلاق المدرسة، لكن لم ينفذ التوجيه وظلت المدرسة مغلقة.

وأشار الزهراني إلى أن هناك توجيها آخر باستمرار المدرسة برقم 12583 في 4 / 11 / 1431 ولكن أيضا لم يسفر عن شيء. وأضاف أنهم بينوا لمدير تعليم المخواة حينها أن المشرفة التي حضرت للمدرسة وأخذت إحصائية بعدد الطالبات المتواجدات في المدرسة في ذلك اليوم ورفعتها إلى الوزارة كانت غير دقيقة، ففي ذلك اليوم لم تذهب الكثير من الطالبات للمدرسة لعدم وجود المعلمات، وبالتالي اتخذت الوزارة قرارها بناء على ذلك، مطالباً بزيارة المدرسة هذا العام لإحصاء عدد الطالبات الذي وصل إلى 16 طالبة.

من جهته، قال المواطن سعيد بن عبدالله الزرعي "هناك طرق صخرية طويلة وعقبة وعرة تفصلنا عن أقرب مدرسة أسفل الجبال، الأمر الذي نرفضه لسلوك بناتنا الصغيرات هذه الطرق. وأضاف: يكفي توقف بناتنا اللاتي يدرسن في المرحلة المتوسطة والثانوية نتيجة لقرار مشابه صدر في العام الماضي، وترتب عليه إغلاق المرحلتين المتوسطة والثانوية وتوقف حلم مواصلة بناتنا تعليمهن.

وأمام أحد المنازل المتهالكة التقت "الوطن" بمسن عاجز عن المشي والحركة وبجواره بناته الخمس، حيث قال: أنا رجل عاجز وبناتي حرمن من تعليمهن، وأنا لا أستطيع الهجرة إلى المدينة لأن حالتي المادية والصحية لا تسمح بذلك، فأنا مقعد وأعيش وحيدا وعلى الضمان الاجتماعي فقط.

بدوره، أوضح محمد مشعل الزهراني أن قرار إغلاق المدرسة يسير عكس توجهات الدولة التنموية التي تعمل على الحد من الهجرة إلى التجمعات المدنية.

إلى ذلك، برر مدير التربية والتعليم بمحافظة المخواة تركي الزبيدي قرار إغلاق المدرسة بعدم توفر الحد الأدنى من الطالبات لاستمرار المدرسة وبقائها مفتوحة. وقال إن الوزارة لم توفر معلمات لهذه المدرسة، فالمدرسة في أوراق الوزارة مقفلة، وذلك استنادا إلى الإحصائية التي رفعت عن المدرسة.