يحمل النجم السعودي المعتزل، مدير كرة القدم بنادي الهلال سامي الجابر، كمّا هائلا من الطموحات والأفكار الشخصية التي يرى أن تحقيقها سيساعد على تطور اللعبة بناديه والمملكة، لم يتردد في الإفصاح عن بعضها في حوار نشرته مجلة (ورلد سوكر) الإنجليزية في عددها التذكاري بمناسبة مرور خمسين عاما على صدورها، واستضافت عبر صفحاتها أبرز نجوم كرة القدم في العالم ممن حفروا أسماءهم في ذاكرتها طوال نصف قرن (العدد التذكاري سبق خروج الهلال من دوري أبطال آسيا)، وتحدث الجابر خلاله عن رؤيته كلاعب سابق وإداري حالي فيما يتعلق بمستقبل كرة القدم السعودية والآسيوية.

ما الاختلاف الأكبر الذي وجدته بين عملك حاليا كمدير عام لكرة القدم بنادي الهلال وحياتك قبلها كلاعب؟

- عندما تكون لاعبا فأنت فقط تفكر في نفسك، والأمر مختلف عندما تعمل كمدير كرة قدم لأنك حينها مضطر للتفكير في كل شيء.. مرت الآن ثلاث سنوات وأنا أتزود بالخبرة أكثر وأحاول أن أتعلم أكثر.. لقد تعلمت الكثير من العمل مع إيريك جيريتس. إنه مدرب وشخص عظيم حقا والعمل معه يبعث على السرور.

عندما توقفت عن اللعب، هل كنت تنوي التوجه نحو الأمور الإدارية؟

- كانت تلك الفكرة موجودة بداخلي قبل عامين أو ثلاثة من اعتزالي، وبالتالي كنت أشارك في أدوار إدارية بالنادي حتى قبل توقفي عن اللعب والآن لا يمكنني التوقف أبدا.. أريد فقط الانتقال لمرحلة تالية متمثلة في تطوير الفريق وربما لمساعدة بلدي بخبرتي، وآمل أن نسير معا لمدى أبعد.

إذن هو تحدٍ أكبر من أي أمر آخر عشته كلاعب.

- عندما كنت لاعبا كانت لدينا تحدياتنا ولكن هذا تحد بمقاييس أكبر.. ليس لدي وقت لعائلتي وأموري الشخصية أو أي أمور مشابهة، فعندما تكون شغوفا بنادٍ ما ليس أمامك سوى أن تقوم بذلك، إنني أتطلع لأكون قادرا على الوصل لمستويات أعلى.. عندما تتعلم أكثر لا تعلم أبدا ما سيحدث، وعليك دوما التطلع للأمام لتبلغ أهدافك.

يبدو وكأنك تشارك في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بإدارة ناديك..

- هناك أشياء كثيرة جدا علينا القيام بها، وهناك دائما عمل يجب إنجازه.. طوال ثلاث سنوات لم أنعم بإجازة مع عائلتي والآن علي أن أجهز للأربع أو الخمس السنوات المقبلة فيما يخص اللاعبين والجهازين الإداري والطبي وهي أمور مشتركة، وأي خلل بداخلها سيصعب الأمور على النادي.. علينا التحضير لكل شيء ومتابعته ولا يمكنك تحمل نتيجة نسيان حتى شيء واحد.

إلى أي مدى تقبع الكرة الآسيوية خلف نظيرتها الأوروبية؟

- نحن متأخرون دائما في الشرق الأوسط، ولكن بعلاقاتي التي أمتلكها مع أشخاص في أوروبا نحن نحاول الاستفادة من الأشياء الجيدة التي تجعل كرتنا أفضل دائما.. نحن لا نتوقف عن البحث، والتفاصيل الصغيرة هي ما تصنع الفرق والاختلاف وهو ما نعمل عليه، الأندية في أوروبا لديها دائما شيء جديد ونحن نحاول أن نتعلم منهم وهو ما أحاول شخصيا أن أفعله.. الأندية الكبيرة في السعودية الآن لديها رعاة رسميون يدعمونها لذا هناك أموال أكثر في اللعبة، إنه تحدٍ.. واعتبره تحديا جميلا.

ماذا يمكنكم التعلم من الأندية الأوروبية؟

- عندما تذهب إلى أندية كبيرة مثل ريال مدريد أو بايرن ميونيخ ويكون لديك تواصل معهم، أنت بذلك تعرف ماذا يريدون أن يفعلوا وما هي استراتيجياتهم طوال عام كامل، وهذه هي الأمور التي تكشف ِلمَ تعد تلك الأندية في القمة.. إنهم لا يتوقفون عن العمل، والأشخاص الذين يعملون خلف الأضواء هم سبب بقاء تلك الأندية في القمة.. إنها تفاصيل صغيرة.