أحيانا تقرأ خبرا وتتمنى لو أن تفاصيله وقعت في بلادك.

يقول الخبر إن السلطات الإماراتية احتجزت قبل أيام أكثر من 28 مواطنا سعوديا بسبب مخالفتهم للأنظمة المرورية، وتتراوح محكومياتهم بين 20و25 ألف ريال ومصادرة مركباتهم وحجز جوازاتهم!

تفاصيل الخبر الذي نشرته عكاظ يقول إن ذلك الإجراء يأتي بعد "ضبط عدد من سيارات المواطنين السعوديين القادمين لدولة الإمارات الشقيقة عبر منفذ الغويفات الحدودي، إثر تغبيرها بمادة رملية حجبت إظهار بيانات اللوحة، وتجاوز السرعة المحددة على الطرق السريعة، حيث رصدت أجهزة الرادار مخالفة تلك السيارات بعدم وضوح اللوحة".

الناس في بلادي لا يردعهم شيء سوى القانون.. القانون وحده.. ماعدا ذلك هو هدر للوقت والمال والجهد.. الإماراتيون يدركون ذلك جيدا.. أنظمة المرور لديهم صارمة.. لا ترحم أحدا.. النظام نظام!

الفرق أنه لا يوجد مواطن إماراتي يحارب أنظمة وقوانين المرور في بلاده.

حينما انطلق نظام (ساهر)، خرج الكثيرون محاولين إحباط الفكرة، وشنوا الهجوم عليها.. بل إننا اكتشفنا أن ثمة فئة في المجتمع تريد الفوضى هي المحرك الرئيس للحياة اليومية.. فتجد التحذيرات تملأ المنتديات والمواقع الإلكترونية، وتطوع الكثيرون عبر أجهزة البلاك بيري لتحديد مواقع كاميرات ساهر.. وعلى جبهة أخرى كان هناك أناس لا هم لهم سوى ابتكار الوسائل التي تضلل كاميرات النظام.. وفئة أخرى تطالب بتخفيض قيمة المخالفة.. بل حتى الفتاوى والآراء الدينية تدخلت في الموضوع!

لا أحد يكلّف نفسه أن يتقيد بالنظام ويريّح رأسه.. الناس يجتهدون في البحث عن الأدوات والوسائل التي يتحايلون بواسطتها على هذا النظام ومحاولة إجهاضه وتأليب الرأي العام ضده.. بينما التقيد بهذا النظام أسهل وأقل جهدا وتكلفة!